الوحدة سمة الطفولة
الشعور بالوحدة وعدم القدرة على التعاون مع الآخرين سمتان ميّزتا طفولة موغابي. ووصف قريب له، يدعى جيمس شيكريما، والذي نشأ معه في كوتاما، عناد الصبي موغابي بقوله «إذا تجادل معه اي شخص خلال رعيه الماشية فإن روبرت ينفصل ببساطة عن المجموعة، ويصعد بماشيته الى التلال بعيداً عن بقية الصبيان، ولا يسعى إلى المصالحة أو إيجاد حل وسط مع من حوله. وكان يرد على الانتقادات الموجهة له بالتحذير من أنه سينتقم في يوم من الأيام».
حياة موغابي المبكرة تعكس كيف انه كان مصمماً على أن يثبت لمن يحتقرونه انه سيصبح ملك القلعة، وأن عليهم أن يعترفوا به عاجلاً أو آجلاً. فبدلاً من شعوره بأن تلك المعاكسات والمضايقات التي يتعرض لها، إنما هي مجرد حسد يمور في صدور أقرانه زملاء الدراسة، ظل موغابي يشعر بالاضطهاد، والاستياء بشدة من فشل جميع من حوله في تقدير دوره في أسرة دون معيل. ويعتقد دوناتو «انه لم يكن لديه الوقت للعب، وكنا جميعاً نضحك عليه عندما يذكر أموراً كبيرة عن نفسه».
ما حققه الشاب موغابي من خلال متابعته الدراسة في المدرسة، ولسنوات عدة بعد مغادرته كوتاما، كان رائعاً حقاً، ليصبح واحداً من أميز الزعماء الأفارقة، الذي نشأ نشأة متواضعة تتميز بضيق العيش - مع عدم وجود ضوء كهربائي لمساعدته على استذكار دروسه، وطعام يكاد بالكاد يفي حاجته، وقليل من الدعم - كل ذلك يعتبر انتصاراً، واستطاع هذا الصبي ان يعمل ضد الصعاب، ومن دون أي أصدقاء أن يحقق المستحيل. إلا أن اجتهاد موغابي نابع أيضاً من اعتقاده بأن جميع من في الكون يعملون ضده. وعلى الرغم من شعوره بالرضا، في بعض الاحيان، سيظل يشعر بعدم الثقة بمن حوله بقية حياته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news