قالت في مذكراتها إن رجال صلاح نصر نقلوا حولها الأكاذيب إلى عبدالناصر
شادية: خطيبي الأول ذهب إلى «حرب 48» واستشهد في فلسطين
كشفت مذكرات الفنانة الراحلة شادية عن أسرار متنوعة في حياة «معبودة الجماهير»، ارتبطت بشخصيات فنية وسياسية مصرية مهمة في فترات مختلفة، وتطرقت الى صلة شادية بعمر الشريف، وفاتن حمامة، وعماد حمدي، وفريد الأطرش، وأم كلثوم، وما تعرضت له من ما سمّي بـ«مراكز القوى» في الستينات، ودوافع اعتزالها.
فنانة ثقيلة الوزن كشفت المذكرات عن الأزمة التي كادت أن تقع بها شادية حين مثلت دور فؤادة في فيلم «شيء من الخوف»، ومنع عرضه من الرقابة، ثم مشاهدة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر له وتعليقه الشهير «هل نحن عصابة وأنتم ترونني عتريس»، لكنه أجاز عرضه، وتكرر الأمر نفسه مع الرئيس الراحل أنور السادات، في فيلم «ميرامار»، ما يؤكد أنها كانت فنانة ثقيلة الوزن. تعرّج المذكرات على جوانب إنسانية في حياة شادية، حيث تعترف للقراء بصراحة لافتة، بالصراع الذي يدور بداخلها حول سبب عدم توفقها في الزواج. وتقول «هل الزواج حظ؟». |
وقالت «شادية» في مذكراتها، التي دونتها الكاتبة الصحافية ايزيس نظمي، وصدرت منذ أيام في «كتاب اليوم»، أن اسمها الحقيقي فاطمة كمال الدين شاكر، وأنها كانت شقية جداً وهي طفلة، وكانوا يسمونها «العفريتة»، وقد بلغت شقاوتها الى حد قامت فيه بتسلق جدران القصر الملكي الخاص بالملك فاروق، وسرقة العنب منه، وأنها وأقرانها من الأطفال كانوا يشعرون بمتعة غريبة، وشعور بالانتصار لنجاحهم في سرقة الحدائق الملكية، دون أن يقبض عليهم أحد. وقالت شادية في المذكرات إن «أول قصة حب في حياتي حدثت عندما كان عمري 17 عاماً.. وقفت لأغني ووقعت عيناي على شاب أسمر وسيم، وأحسست أن نظراته قد اخترقت قلبي، وبعد انتهاء الحفل فوجئت به يتقدم نحوي ويهنئني ولم أنم تلك الليلة، فصورة ذلك الشاب الأسمر لم تفارق عقلي ابداً، وبعد فترة أرسل خطاباً يعبر فيه عن حبه لي، وعرفت أنه طالب بالسنة الأخيرة بالكلية الحربية، وكان خطاباً رائعاً مليئاً بالمشاعر الرقيقة، وشعرت بالراحة لأنه يبادلني المشاعر نفسها، ثم فوجئت بخطاب جديد منه يطلب أن يعرف موقفي من طلب الزواج، فوافقت لكن السعادة عمرها قصير، فقد استدعي حبيبي فجأة للدفاع عن الوطن في حرب فلسطين عام 1948، وكان يوماً عصيباً قاتماً، اذ جاء يودعني وهو يرتدي الملابس العسكرية، حبست دموعي حتى غاب عني، وظللت أبكي بكاءً مريراً متواصلاً، وكأن قلبي يعرف ماذا سيحدث، وصدقت مشاعري فذهب ولم يعد ابداً، أستشهد فى ميدان القتال.. سقط حبيبي شهيداً واسمي يلف حول إصبعه دبلة الخطوبة».
وروت في المذكرات قصة ارتباطها بعماد حمدي، حيث ارتبطا بقصة حب عنيفة وقعت في «قطار الرحمة»، وهو قطار ضم الفنانين والفنانات والمشاهير، وطاف مصر من محطة اسوان حتى الاسكندرية لدعم القضية الفلسطينية، وكشفت شادية أنهم تعرضوا هي وعماد للظلم في هذه القصة، حيث كانت الصحافة تبالغ «وحتى الحكايات الحقيقية التي حدثت لا يسردونها كما وقعت، بل يضيفون إليها ويبالغون فيها»، وقالت شادية: «بناءً على هذا، كان لابد أن نتحرك بسرعة لندافع عن هذه العلاقة، وقررنا أن نضع نهاية سعيدة، وكان قرار الزواج، لكن السعادة عمرها قصير، لقد قضيت مع عماد أربع سنوات ذقت فيها حلاوة الحياة ومرارتها، ولكن الغيرة كانت العيب الوحيد لعماد، فوجدنا أن الفراق هو الحل الوحيد».
وعن علاقتها بالفنان الراحل عبدالحليم حافظ كشفت شادية «منذ رأيته وعرفته اعتبرته صديقاً حميماً. كان يسأل عني وعن أمي، كان يحب أمي جداً وهي تبادله الشعور نفسه، كان انساناً مخلصاً، وكاذب من يقول إنه كان خبيثاً، بالعكس كان ذكياً ووفياً لأصدقائه، لكن البعض خلطوا بين الذكاء والخبث»، أما عن علاقتها بالفنان الراحل فريد الأطرش، فتقول إنها لا تخجل من الاعتراف بحبه، لكن «فريد كانت حياته غير مستقرة، لا يتصورها بلا أصدقاء».
وكشفت المذكرات عن ضغوط تعرضت لها شادية من مراكز القوى و«رجال صلاح نصر» في الستينات، حيث تعرفت الى «كاتب كبير» «اعتبرته مسؤولاً عن حياتها الجديدة العاقلة الناضجة»، وقالت إنها فوجئت بدعوة من رئاسة الجمهورية لحضور حفل عشاء، هو وزوجته شادية، وحين رفع «الكاتب الكبير» السماعة ليتحدث الى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليقول له إنه ليس متزوجاً، رد عليه عبدالناصر «بل متزوج من شادية، وهذه معلوماتنا التي حصلنا عليها من صلاح نصر»، الأمر الذي دفع «الكاتب الكبير» للقول: «كنت أرجو فقط من مخابرات صلاح نصر أن تأخذ رأيي قبل أن تزوجني».
وتعرج المذكرات على جوانب انسانية في حياة شادية، حيث تعترف للقراء بصراحة لافتة، بالصراع الذي يدور بداخلها حول سبب عدم توفقها في الزواج، وتقول: «هل الزواج حظ؟ هل أقول المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين؟ لا، بل لابد أن أقول إن الزواج مسؤولية كبيرة - شركة بين اثنين - لابد أن تكون هناك تنازلات مشتركة، هل عملي هو السبب؟ هل كوني فنانة هو السبب؟».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news