غموض بشأن إغلاق مطعم مصري على شكل سجن في المنصورة
حسمت سلطات الحي في مدينة المنصورة المصرية، الأحد الماضي، الجدل الدائر حول المطعم الذي أقيم على شكل سجن في المدينة التاريخية، فأعلنت إغلاقه، وعلى الرغم من أن قرار الإغلاق يتعلق بمخالفات إدارية نسبت إلى المطعم، لا صلة لها بالنموذج المخيف الذي اختاره، إلا أن حالة من الارتياح تملكت البعض، بعد تصاعد ظاهرة الأسماء الغريبة سلبية الدلالة في المطاعم المصرية.
سُعار التنافس بين المطاعم، تسبب في ظهور أسماء كثيرة لا يمكن أن يقبلها الذوق العام مثل: (سيد عفانة) و(عبده تلوث)، و(هوهو) و(عبده نتانة) و(الطفس)، وغيرها. |
وكان مواطن مصري قد أقام منذ فترة مطعماً على شاكلة سجن، سماه «جريمة أكل»، على وزن جريمة قتل، ولم يكتف بذلك، بل حول المطعم إلى عالم موازٍ للسجن، فقسمه إلى غرف تشبه الزنازين، أحاطها بألواح حديد، ولها مفتاح يغلق عليها فيصبح الزبون كالسجين داخل زنزانته، كما قسم الأكلات ذاتها إلى «مجموعة الإعدام»، وهي شطائر لحم بتوابل حارة جداً، و«مجموعة المؤبد»، وهي شطائر لحم بتوابل عادية، كما أطلق أسماء شبيهة بأكلات معينة مثل حوواشي السفاح، وحوواشي السوابق. علاوة على أن الزبون يدخل المطعم، على شكل مجرم مقبوض عليه، فيدخل السجن، حيث يرتدي القيود المعدنية في يديه، وتقدم له قائمة طعام باسم «قائمة الإجرام». وبحسب صحف ومواقع مصرية، اجتذب المطعم أعداداً واسعة من الشباب الباحث عن الغرابة.
هذا ولم يشر رئيس حي شرق المنصورة حسام عبداللطيف، إلى أي صلة بين إغلاق المطعم وشكله المثير للاستغراب، وقال في تصريحات إعلامية «إن قرار الغلق الإداري لمطعم (جريمة أكل) في شارع قناة السويس بالمنصورة، جاء بناء على المذكرة التي حررها مسؤولو التموين، بعد الحملة التي شنتها إدارة التموين بالمحافظة، واكتشفت وجود أطعمة فاسدة ومنتهية الصلاحية». لكن صاحب المطعم وليد نعيم، كذب تصريحات رئيس الحي، وقال «إن ما يتم تداوله من أخبار حول وجود أطعمة فاسدة غير صحيح، مشيراً إلى أن المطعم حريص على تقديم وجبات طازجة، وما حدث مجرد محاولات للتشهير بالمطعم الذي نال شهرة واسعة»، كما نفى ما تردد عن تعاونه مع قناة الجزيرة لتصوير تقرير عن الموقع، وقال «بالفعل عرضوا علي المال ورفضت، وفوجئت كبقية الناس بنشرهم خبراً عن المطعم».
من جهته، قال المسؤول السابق بالهيئة المصرية العامة للاستعلامات، أحمد الهواري لـ«الإمارات اليوم» إن «سُعار التنافس بين المطاعم، تسبب في ظهور أسماء كثيرة للمطاعم لا يمكن أن يقبلها الذوق العام مثل (سيد عفانة) و(عبده تلوث) و(هوهو) و(عبده نتانة) و(الطفس)، وغيرها. وفي تقديري، وبدل أن نلتف ونواجه هؤلاء من خلف لافتة الصحة أو التسعيرة، علينا بلا حرج أن نقول لهؤلاء أنتم خرجتم على الذوق العام، ويجب تغيير هذه الأسماء». وتابع: «كل شخص حر في ما يسمي وما يفعل، لكن هناك مستوى من المعقولية يجب أن نراعيه».
وضرب الهواري مثلاً أن «تسمية (تلوث) يحملها أكثر من مطعم في مصر، فهل في الوقت الذي يقف العالم كله ضد تلوث البيئة، نبدو كما ولو كنا من أشد مؤيديه؟».في المقابل، قلل الخبير السياحي فتحي الحايق، من خطورة التسميات والأفكار الصادمة، وقال الحايق إن «هذه ظاهرة عالمية وليست مصرية، فالمطعم المشار إليه في المنصورة، هو تقليد لشبيه له في إيطاليا شاهده مصري، وهناك في بانكوك عاصمة تايلاند فندق بكامله على هيئة سجن اسمه سوك ستايشن، يتيح للراغبين قضاء ليلة داخل غرفة على شكل زنزانة خلف القضبان، ويعطي لهم ملابس سجناء، ويلتقط لهم صوراً شبيهة بتلك التي تؤخذ للسجناء عند دخولهم، وهناك فندق آخر في شنغهاي ينفذ الفكرة نفسها».