باسم التميمي والد الفتاة المناضلة: نصيبها أن اسمها «عهد»

عهد.. الشقراء التي هزّت إسرائيل

صورة

بشعرها الأشقر المتناثر على كتفيها، التي ما أزاحت عنهما حطتها الفلسطينية، نزلت عهد التميمي، ذات الـ17 عاماً، سلالم درج منزلها في قرية النبي صالح قرب مدينة رام الله المحتلة، لتدخل مكبلة بالأصفاد بين 20 سيارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، جاؤوا ليلاً ليقتادوها، إلى السجن، فيما وقف والدها باسم التميمي ينظر إليها، ويقول في قرارة نفسه «هل يعقل أن البنت قد كبرت؟»، مستغرباً شعور الفخر الذي انتابه أكثر منه شعوراً بالقهر، وهو يرى ابنته فلذة كبده تغادر المنزل مقيدة بالسلاسل كمعتقلة، بتهمة صفع جندي إسرائيلي اختار منزلهم ليقنص كل من ينادي «لأجلك يا قدس».

- أول ما بدأت (عهد) تعي قضيتها، وتستطيع التعبير عمّا يجول بخاطرها من كلمات، وقفت بكل جرأة، وأقسمت أن تظل على العهد، من أجل تراب الوطن.

- باسم التميمي: من شاهد فيديو اعتقالها، يشعر بالنور الخارج من خصلات شعرها الشقراء في عتمة الليل، وعتمة الظالم.

باسم التميمي، الذي كانت له تجربته الخاصة مع الاحتلال، واعتقل أكثر من مرة، وتعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد «بأسلوب الهزّ»، فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده، أكد في حوار مع «الإمارات اليوم» عبر الهاتف، أن عهد، التي يراها العالم عبر نشرات الأخبار، هي نفسها عهد في المنزل، موضحاً: «هذه البنت مملوءة بالعنفوان والكرامة، ترفض الظلم، وتساند كل من يشعر بالقهر، تحب وطنها فلسطين أكثر من أي شيء آخر، واضعة إياه بين عينيها، كهدف مرجو لقضية آنَ للعدالة أن تتحقق من أجلها».

وأضاف: «أدركت عهد مبكراً أن لاسمها نصيب في مجريات حياتها، وأول ما بدأت تعي قضيتها، وتستطيع التعبير عمّا يجول بخاطرها من كلمات، وكان عمرها آنذاك أربع سنوات، وقفت بكل جرأة وأقسمت أن تظل على العهد، من أجل تراب الوطن كل الوطن».

وأشار، مستذكراً طفولتها، إلى أنها «منذ أن ولدت كانت مثل الشمس، كنت أشعر دائماً بوهجها، شقراء، وصافية، وتبعث النور، وظللت أراها كالشمس حتى اللحظة»، مشيراً إلى أن «من شاهد فيديو اعتقالها، يشعر بالنور الخارج من خصلات شعرها الشقراء في عتمة الليل وعتمة الظالم».

أكثر من 20 دورية «إسرائيلية» أقدمت على اعتقال «عهد» في ساعةٍ متأخرة من ليلة 18 ديسمبر 2017 في «قرية النبي صالح» قرب مدينة رام الله المحتلة. وكانت قوات الاحتلال «الإسرائيلية»، التي اقتحمت المنزل قد سرقت عدداً من أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة، قبل أن تعتقل «عهد».

يقول الأب «كل شيء متوقع من هذا الاحتلال الذي يتفنن بأنواع الترهيب كافة، ومجيئهم بالليل يشبههم، فهم بالأساس ليسوا أكثر من لصوص وقطاع طرق، ونحن كعائلة متماسكة وأصحاب حق ككل فلسطيني، نعي تماماً أن فلسطين تستحق الكثير من التضحيات، فهذا الواجب وليس الاستثناء، الاستثناء ألّا يكون مقاومة لكل هذا الظلم، والطبيعي أن تهب فلسطين كلها لأجل الأرض».

وقال والحديث مازال مستمراً عن «عهد»: «عندما صدر القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لمست وأيقنت أن (عهد) باتت أكثر إقداماً من شدة القهر الذي ملأ قلب طفلتي الجميلة».

ويبدو السؤال عن توقعاته لما سيحدث مع «عهد» ترفاً، إذا ما كانت الجهة الثانية هي الاحتلال، لكن أبا عهد يؤكد، أنا «واثق بقوة ابنتي، ولن تهزمها قضبان من حديد أبداً، ومهما كان الحكم، فعهد ستظل على العهد».

تويتر