الملاحقات القانونية المتوالية بحقها زادت من شهرتها
أبلة فاهيتا.. من متهمة بـ «الإرهاب» إلى محرّضة على «الفسق والفجور»
تربعت «أبلة فاهيتا»، أشهر شخصية افتراضية في الشرق الأوسط، على قمة جردة الأحداث لعام 2017، رأساً برؤساء دول وممثلين عالميين ومليارديرات، بعد أن وجه إليها «المجلس الأعلى للإعلام» في مصر، ضربة قاصمة في اللحظات الأخيرة من عام 2017، وذلك بإيقاف إعلانها الخاص بشركة فودافون، بتهمة انطوائه على ألفاظ خادشة للحياء، مهدداً أي وسيلة إعلامية تبث الإعلان بالعقاب، وجاء الوقف الذي أثار جدلاً حول «الافتراضية المصرية»، ليجدد مسلسل أزماتها، بعد أن كانت قد تعرضت في نهاية عام 2013 لهجمة مشابهة، اتهمت فيها في بلاغ قدم للنيابة العامة المصرية، بدس كلمات تدعو للإرهاب وتنفذ مخططاً لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لكن السلطات حفظت الدعوى لانتفاء الأدلة، وأكد مراقبون أن الملاحقات القانونية المتوالية التي تتابع «الافتراضية المصرية» زادت من شهرتها، بعد أن توقع كثيرون نهايتها بعد انفصالها عن برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف، الذي كان بداية شهرتها.
كان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب مكرم محمد أحمد، قد أصدر القرار رقم (32) لسنة2017، بوقف عرض إعلان «أبلة فاهيتا»، الذي يحمل عنوان «النت ظالم»، نظراً لتضمنه مشاهد وألفاظاً تنافي الذوق العام. وجاء في القرار «بعد الاطلاع على القانون رقم 92 لسنة 2016، بشأن التنظيم المؤسسي للإعلام، وللقرار الجمهوري 158 لسنة 2017، قرر المجلس منع عرض أو إذاعة إعلان شركة فودافون مصر - إعلان أبلة فاهيتا - على جميع الشاشات والإذاعات، نظراً لما يحتويه من ألفاظ ومشاهد لا تليق بالذوق العام، وتجافي كل القيم، وتحض على السلوك السيئ، وتخدش الحياء العام فضلاً عن هبوط اللغة». وأضاف البيان أن «المجلس كان يتوسم في الشركة أن ترتقي بالذوق العام، لكنها قبل أن تسيء لنفسها أساءت إلى كل المصريين بهذه المشاهد، ولذلك اضطر المجلس إلى أن يتخذ هذا القرار، متمنياً أن تنأى الشركة بنفسها عن هذا الإسفاف».
كان إعلان أبلة فاهيتا بعنوان «النت ظالم ما ينفعش معاه الاستخدام العادل».. يحكي عن طالب في الثانوية العامة، رسب في مادة الفيزياء، فحرمه والده مشاهدة التلفزيون، فاتجه إلى مشاهدة الأفلام على هاتفه الخاص، لكن باقة اشتراكه استهلكت، وراح يبحث عن نوعية أفلام معينة، ويلمح إلى أن الأفلام مسفهة، كما تضمن الإعلان تلميحاً بأن طالب الثانوي المشار إليه، دخل على «دردشة إباحية» باستخدام الكاميرا، تضمنت لقطات لأشخاص شبه عراة.
هذا وقد ثار جدل كبير بعد قرار المنع، وقال موقع «دوت أورج» المتخصص في شؤون الإعلام المصري، أن «نسبة المشاهدة على الإعلان بلغت عقب قرار المنع بثماني ساعات نحو 800 ألف مشاهدة، منها 500 ألف مشاهدة على موقع «يوتيوب» و300 ألف مشاهدة على صفحة «الأبلة» على «فيس بوك».
وفي أول رد فعل، وفي حوار قال الموقع إنه أجراه مع «الافتراضية المصرية» بعد أربعة أيام من المنع، قالت أبلة فاهيتا: «فرحت كثيراً لحسن التعامل معي، فبعد أن كان الناس يتجاوزون عن الإعلان، أصبحوا يتجهون مباشرة لمشاهدته»، واستطردت فاهيتا بلغتها الساخرة المعتادة نفسها في البرنامج والإعلانات «أنا وعلى الويبة، قرأنا كلام كثير ينتقد الأغنية ويعتبرها (سيئة الخلق)، ما أثار استغرابنا».
يذكر أن «موقع إعلام أورج» المعروف بموثوقيته وتخصصه، كتب في نهاية الحوار «ملحوظة مفادها: يمكن أن تعتبر الحوار حقيقياً إذا كنت مقتنعاً أن فاهيتا ليست دمية».
بدورها أصدرت شركة «فودافون» بياناً أعلنت فيه التزامها بقرار المجلس، وقال نائب الشركة أيمن عصام في تصريحات إعلامية إن «الشركة قررت إيقاف كل حملاتها الإعلانية إلى أن يتم التواصل مع المعنيين بقرار إيقاف إعلان (أبلة فاهيتا) الأخير»، وتابع أن «الشركة علمت بالقرار من الإعلام، ولم يخاطبها أحد بشكل رسمي أو يوجه لها أي طلب لحذف بعض المشاهد»، مشيراً إلى «أن هناك برنامجاً خاصاً بـ(أبلة فاهيتا) يذاع على إحدى الفضائيات، ولم يحدث معه شيء».
من جهته قال قطاع التلفزيون المصري (ماسبيرو) عبر تصريح إعلامي لأحد مسؤوليه، انه «عرض عليه الإعلان الترويجي لشركة فودافون محل الجدل، لكنه رفضه»، مشيراً إلى أن سبب رفض عرض الإعلان، كما ورد في القرار الذي اعتمده القطاع، كونه يتلاعب بالألفاظ الخارجة التي لا تتناسب مع الذوق العام والقيم المجتمعية، ويجب ألا يشاهده الأطفال. هذا ولم يتسن لـ«الإمارات اليوم» التأكد من صحة العرض المشار إليه من الطرف المقابل.
على صعيد مقابل، شن الناقد الفني طارق الشناوي، هجوماً لاذعاً على قرار المجلس الأعلى للإعلام، ووصف القرار بأنه بمثابة «إحالة أوراق فاهيتا إلى المفتي»، وقال الشناوي «فجأة أصبحت الأبلة مصدراً للشر والإحباط في المجتمع المصري، بعد أن كانت مصدراً للبهجة، وبعد أن تجاوزت قفشاته حدود المحروسة، ليصبح لها جمهورها العربي». وتابع الشناوي ان «أبلة فاهيتا هي آخر ما تبقى لنا من مظاهر السخرية بعد أن ضاقت السبل»، وتساءل «هل يصل الأمر بالمجلس (أي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام) بكل وقاره إلى أن ينزل لمستوى فاهيتا؟»، مطالباً بمصادرتها من كل الفضائيات، علماً بأن الجهة الوحيدة التي تملك من الناحية القانونية مصوغات المصادرة هي الرقابة على المصنفات الفنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news