احتفالات واسعة بـ «مئوية ناصر» باتفــاق مؤيديه ومعارضيه
فرضت الذكرى الـ100 لمولد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر نفسها على الحدث في مصر، رغم التطورات السياسية والتحديات التي تواجهها مصر راهناً، إذ انتشرت الاحتفالات الرسمية، ذات الحضور الشعبي، في عدد كبير من محافظات مصر، كما أقيمت احتفالات في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، ميّزها عزف الأوبرتات الوطنية التي ظهرت في الستينات، وأصدرت مطبوعات مصرية أعداداً تذكارية حول الذكرى التاريخية، وامتدت الاحتفالات إلى 13 دولة عربية وأجنبية.
بطولة «القوس المفتوح» قال الكاتب القومي، عبدالحليم قنديل، عضو لجنة الاحتفال، إن «حكاية عبدالناصر أقرب إلى ما قد تصح تسميته (بطولة القوس المفتوح)، إذ لم تضع وفاة عبدالناصر نهايتها، بل ربما ابتدأتها، فلم يمت الرجل بعد أن أكمل رسالته، بل مات واقفاً على جبهة الحلم والرسالة، لا هو قبل بالهزيمة التي فرضت، ولا كان قد حقق النصر الأخير، كانت النهاية مفتوحة، وهذا هو سر دراما عبدالناصر التي عاشت 100 سنة بعد ميلاده في 15 يناير 1918». المبادئ والأهداف التي عاش من أجلها جمال عبدالناصر مازالت تشكل حلاً لمشكلات العرب. |
وعلى الرغم من ظهور الانتقادات التقليدية من معسكر خصوم ناصر التاريخيين، للزعيم التاريخي والاحتفاء به، إلا أن هناك إقراراً بحجم الاحتفالات الواسع وشعبيتها، في إشارة تكشف «قيمة الرجل التاريخية»، أياً كان الموقف منه.
وشهدت محافظات ومدن البحر الأحمر والسويس، وشلاتين والجيزة والإسماعيلية، والشرقية والفيوم ودمياط، والوادي الجديد والأقصر، احتفالات رسمية وشعبية في المراكز الثقافية، وقصور الثقافة، ومراكز الشباب والساحات، تخللتها عروض مسرحية وفنية، ومعارض رسم، ومهرجانات شعرية وغنائية. وفي القاهرة، أقامت دار الأوبرا المصرية احتفالية كبيرة، شهدها عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، كما حضر العميد يحيى صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، جانباً من الاحتفالات، التي بدأت بزيارة ضريح عبدالناصر، كما أصدرت صحيفة «الأهرام»، ومجلة «آخر ساعة»، وجريدة «أخبار اليوم»، و«الهلال»، أعداداً خاصة عن ذكرى الزعيم.
حب حقيقي
وقال عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، أحمد عبدالرازق، لـ«الإمارات اليوم» إنه «مهما كانت الانتقادات لحقبة عبدالناصر، والإقرار بوجود انتهاكات وتضييق في الحريات، وغياب للديمقراطية، فإنه لا أحد ينكر حجم حب الناس له، وأن حالة الاحتفاء به حقيقية وغير مفتعلة، فالرجل مات ومضى إلى لقاء ربه، ولم يعد يملك لا سيف المعتز ولا ذهبه، ومع ذلك فإن الملايين لاتزال تعشقه، وهذا بالطبع مرتبط بالإنجازات الوطنية والاجتماعية، مثل تأميم قناة السويس، والإصلاح الزراعي، وما شابه ذلك، فعبدالناصر قائد وطني واجتماعي، وصاحب مشروع، ولا أحد يمكنه إنكار ذلك».
وقال عضو «اللجنة القومية للاحتفال بمئوية جمال عبدالناصر»، المحامي عبدالناصر عبدالعزيز المصري «إننا نحيي ذكرى مئوية ميلاد القائد جمال عبدالناصر مع كل الناصريين والعروبيين، لأننا على قناعة بأن المبادئ والأهداف التي عاش من أجلها جمال عبدالناصر مازالت تشكل حلاً لمشكلات العرب، فكم نحن بحاجة للمشروع النهضوي العربي، المرتكز على الهوية العربية الجامعة، في مواجهة العصبيات على اختلافها، وللفكر الوحدوي الجامع، ووقف الصراعات العربية-العربية، وتعزيز العمل العربي المشترك، والعمل لاستعادة مفاهيم الاستقلال القومي، ورفض التبعية، وكم نحن بحاجة لجرأة وشجاعة جمال عبدالناصر، الذي رفض كل العروض الأميركية لاستعادة سيناء بعد عام 1967 مقابل تخلي مصر عن دورها القومي، ونسيانها الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، والأردن وسورية، وتونس ولبنان».
احتفال فلسطيني
وامتدت الاحتفالات خارج مصر، حيث أقام فلسطينيو 1948 احتفالات في مناطق عدة، أبرزها الاحتفال الذي أقيم في قاعة «سنمانا» بالناصرة، وحضرته شخصيات وطنية فلسطينية، وتواصل فيه عبر الهاتف من منزله بالقدس المطران عطا الله حنا، الذي أكد على دور عبدالناصر القومي في دعم القضية الفلسطينية، كما امتدت الاحتفالات إلى اليمن والعراق والكويت والبحرين، ولبنان وليبيا وروسيا وأوزبكستان، وكوبا، وفنزويلا.
وقال منسق العلاقات الخارجية في «لجنة الاحتفال بمئوية جمال عبدالناصر»، أحمد حسين، إن «الاحتفالات الخارجية بدأت في دولة البحرين منذ أيام، حيث تضم اللجنة 120 شخصية عامة، مصرية وعربية وأجنبية، وتتقدم روسيا الدول التي تشارك بقوة في الفعاليات، بأنشطة بين القاهرة ومدن روسية، أبرزها خطوة رمزية تمثلت في قرار منظمة المحاربين القدامى الروسية بعقد مؤتمرها السنوي يوم 15 يناير، تحية لذكرى عبدالناصر، بدلاً من موعدها الرسمي في مايو من كل عام».