مركز سيئ السمعة
داخل مركز شرطة منطقة «تشاكاو» شرق العاصمة كاراكاس، تقف مجموعة من السجناء من دون قمصان، تكافح من أجل التنفس وسط حرارة شديدة ورائحة العرق والبراز، وقد بنيت هذه الزنازين لـ36 سجيناً يتم احتجازهم لمدة ثلاثة أيام قبل الإفراج عنهم أو نقلهم إلى سجن أكبر، ولكن نظراً لوجود أزمة عميقة في النظام القضائي الفنزويلي، فإن مركز الاحتجاز يستقبل أكثر من 150 متهماً في آن معاً، وبعضهم هناك منذ أشهر أو سنوات، ويزداد العدد يومياً مع اعتقال المزيد من الفنزويليين لارتكابهم جرائم، بما في ذلك السرقة بالقوة، والاختطاف والقتل. وفي الزنزانة الأكثر اكتظاظاً لا يسمح للسجناء حتى بالجلوس، ويتناوبون على قطع قماش مربوطة بأعمدة مثل الأراجيح.
مركز الشرطة في «تشاكاو» سيئ السمعة ومعروف بتفشي الأمراض، ويظهر على العديد من السجناء الطفح الجلدي، وهو علامة على الجرب المعدي، إضافة إلى ذلك تتفشى أمراض مثل السل، ونقص المناعة، ومع وجود أزمة طبية في فنزويلا فإن معظمهم لا يحصلون على علاج لهذه الأمراض. ومع الأزمة الغذائية يعاني كثيرون في المركز سوء التغذية، ونظراً لنقص المياه على نطاق واسع، فإن السجناء لا يحصلون على المياه إلا ساعة واحدة يومياً، إنهم يقضون حاجاتهم في أكياس بلاستيكية وزجاجات، وينتظرون الحراس لجمعها.
في ذلك يقول دانيال ساياغو، إنه «في هذه الظروف مؤكد أن قدراتي الجسدية والإدراكية ستتدهور حتماً». ويتابع النزيل البالغ من العمر 24 عاماً: «يجب أن تعطل بعض وظائف دماغك حنى تتمكن من البقاء على قيد الحياة». ويصارع دانيال بين الحشود في مركز التوقيف، ليصل إلى القضبان ويتحدث للزوار، وبعد اعتقاله بسبب سرقة بالقوة ظل رهن الحبس سنة وأربعة أشهر، في حين ازدادت الأحوال سوءاً بشكل مطرد. ويقول السجين: «لن تحافظ على هويتك، ستصبح شخصاً آخر».