تاريخها مملوء بالانتهاكات الإنسانية
موجة جدل تحوم حول المرشحة لمنصب إدارة «سي آي إيه»
يتوقع أن تتولى نائبة مدير الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه)، جينا هاسبل، منصب إدارة هذه المنظمة الجاسوسية، بعد ترشيح مديرها مايك بومبيو لمنصب وزير الخارجية، والذي أصبح الان شاغراً بعد إقالة شاغلها ريكس تيلرسون. وهي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى مثل هذا المنصب اذا تم تعيينها بالفعل.
عام 2002 أشرفت هاسبل على سجن سري في تايلاند، حيث خضع اثنان من المشتبه فيهم بالإرهاب للتعذيب. |
وصاحب ترشيح هاسبل لهذا المنصب الكثير من الجدل، لاسيما من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، الذين اثاروا الكثير من التساؤلات حول تاريخها الملطخ بالعار، لاسيما انها لعبت دوراً رئيساً في إدارة مواقع التعذيب في الخارج.
في عام 2002 أشرفت على سجن سري في تايلاند، حيث خضع اثنان من المشتبه فيهم بالإرهاب للتعذيب. وجاء هذا التعذيب في إطار برنامج «التسفير الاستثنائي» الذي كانت الـ«سي آي إيه» تضطلع به، حيث يتم إرسال مشتبه فيهم بالإرهاب إلى حلفاء الولايات المتحدة لاستجوابهم، فيما يطلق عليه بـ«المواقع السوداء» على أراضيهم.
وكان أحد المشتبه فيهم، والمعروف باسم أبوزبيدة، قد تعرض للإيهام بالإغراق 83 مرة في شهر واحد، وأُصيب في رأسه جراء صدمه بالجدران، وحُرم من النوم، وتم وضعه في صندوق يشبه التابوت. وقرر المحققون في وقت لاحق أنه ليس لديه أي معلومات مفيدة. وتم تدمير مقاطع فيديو التعذيب في عام 2005، بناءً على أوامر من هاسبل، حيث تعتبر هذه الفيديوهات الدليل الوحيد على هذه الممارسات.
قضت هاسبل الكثير من حياتها المهنية تحت سرية تامة، وحصلت على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الرئيس (السابق) جورج دبليو بوش للتميز في مكافحة الإرهاب، وجائزة الرتبة الرئاسية، وهي أعلى جائزة في الخدمة المدنية الفيدرالية.
ووصف السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا، جون ماكين، الذي تعرض للتعذيب كسجين حرب أثناء خدمته في فيتنام، التعذيب الذي مارسته الولايات المتحدة على المحتجزين كـ«أحد أظلم الفصول في التاريخ الأميركي»، وحث زملاءه على الضغط على هاسبل بشأن الدور الذي لعبته في هذا المجال. وقال ماكين في بيان: «على هاسبل أن تشرح طبيعة ومدى انخراطها في برنامج الاستجواب لدى وكالة المخابرات المركزية، خلال عملية التحقيق». ويضيف «أعرف أن مجلس الشيوخ سيؤدي مهمته في دراسة سجل السيدة هاسبل، وكذلك معتقداتها حول التعذيب ونهجها في ظل القانون الحالي».
وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية أوريغون، رون وايدن، إن خلفيتها تجعلها «غير مناسبة» لهذا المنصب. واضاف وايدن، الذي هو ايضاً عضو في لجنة الاختيار للمخابرات، إنه يعارض ترشيحها. وصرح وايدن للصحافيين في كابيتول هيل «أعتقد أن المعلومات المتعلقة بها يجب أن ترفع عنها السرية».
تاريخ هاسبل وجد أيضاً إدانة صريحة من جماعات الحقوق المدنية. ويقول الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إنها «غارقة حتى مقلتيها في التعذيب»، وطالب الـ«سي آي إيه» بالإفراج عن جميع «سجلات التعذيب» الخاصة بها قبل النظر في ترشيحها. ودعا مركز الحقوق الدستورية، الذي يمثل الأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب من قبل الـ«سي آي إيه»، إلى اعتبارها «غير صالحة» لشغل هذا المنصب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news