توقعات بتجاوز سعر «ساعـة فاروق» المليون دولار اليوم
يتابع المهتمّون بالتحف الأثرية والمزادات العالمية بشغف، بيع ساعة الملك المصري الأخير فاروق الأول «باتيك فيليب» الذهبية النادرة، المطروحة للبيع في مزاد «دار كريستيز» بدبي اليوم في إطار عرض يضم 180 ساعة أخرى، وفيما قالت تقديرات عالمية إن سعرها قد يصل الى 800 ألف دولار، قال خبير تحف أثرية مصري إن الأمر متروك للعرض والطلب والإقبال، وقد يتجاوز سعرها هذا السقف، مذكراً بأن «ساعة شبيهة وصل سعرها إلى مليون دولار منذ 15 عاماً».
متحف «باتيك فيليب» يعتبر متحف «باتيك فيليب» الذي تم إنشاؤه في سويسرا سنة 2001 في منطقة «بلين باليه» غرب جنيف، موقعاً سياحياً مهماً يشرح لرواده كيفية صناعة الساعات السويسرية. يسلّط المتحف، عبر وسائل توضيحية، الضوء على التطور الزمني لصناعة الساعات السويسرية وأنواعها، خصوصاً ذات القيمة النوعية والنادرة، وتلك المرصعة بالمجوهرات منذ بدايات القرن السادس عشر. توجد في المتحف، طبقاً لما يشير اليه موقعه الإلكتروني، قاعتان للعرض في الطابقين الثاني والثالث، تعرض الأولى مجموعة كبيرة ومتنوعة من الساعات القديمة الخلابة والنادرة، أما القاعة الثانية فتعرض تصميمات مدهشة لمصمم الساعات فيليب، تكتسي بالمجوهرات والألماس، اذ كانت في البداية حكراً على الملوك والمشاهير، ويتيح المتحف لرواده فرصة التقاط صور للقطع النادرة، التي لا توجد منها نسخة ثانية، كما يتيح لهم فرصة التقاط صور بجانب المعروضات. انتقال ساعة الملك فاروق «باتيك فيليب»، مع مجموعة من المقتنيات الملكية الخاصة بالأسرة العلوية، تم في 11 فبراير 1954، وهو عيد جلوس الملك فاروق |
وقالت مصادر في دار كريستيز للمزادات: «إن الساعة المطروحة للبيع (باتيك فيليب 1518) صنعت عام 1944، وتحمل نقشاً لتاج مصر في الحقبة الملكية، ما قبل ثورة 1952، بجانبه نجمة وهلال وحرف (ف)، حيث كان الملك فؤاد متفائلاً به، وسمّي فاروق وإخوته الخمسة بأسماء تبدأ به. وهي ساعة كرونوغراف بتقويم دائم، أنتج منها 281 قطعة فقط، وآلت وراثتها لفاروق بعد موت والده».
تجدر الإشارة الى أن «الكرونوغراف» اخترع عام 1816 لمتابعة سباقات الخيل، ويمكن به متابعة الدقائق والثواني والجزء من الثانية، واستخدم في البحرية ومقالع الطائرات، ويشبه البعض عمله بالوظيفة التي يقوم بها الـ«ستوب ووتش» حالياً.
وقال رئيس وحدة الساعات في إدارة الشرق الأوسط والهند وإفريقيا في دار كريستيز بدبي، ريمي جوليا، لـ«رويترز» إن «الساعة طراز ريفرينس 1518، وكانت حينها نادرة لا تستطيع سوى النخبة والنبلاء دفع ثمنها». وتابع أن الندرة «وقعت بسبب السعر ولأنها أنتجت بكمية صغيرة جداً. فامتلاك ساعة في ذلك الزمن كان نوعاً من الترف. فماذا عن امتلاك ساعة ذهب، من إنتاج أفضل مُصنّع، متطورة بتقويم دائم وكرونوغراف».
وكانت «باتيك فيليب» قد صنعت ساعات لمشاهير الساسة، مثل الرئيس الليبي معمر القذافي ونظيره العراقي صدام حسين، وتم عرض هذه الساعات في معرض عن ساعات الرؤساء عام 2014، بحسب ما نشرته وسائل إعلام وقتها.
وقال الخبير المصري المستشار بالمجلس الأعلى للآثار العضو بالمجلس الأعلى للثقافة والإعلام بمجلس الشعب سابقاً، علوي فريد، لـ«الإمارات اليوم»، إن «انتقال ساعة الملك فاروق (باتيك فيليب) مع مجموعة من المقتنيات الملكية الخاصة بالأسرة العلوية، تم في 11 فبراير 1954، وهو عيد جلوس الملك فاروق، حيث أعلنت الحكومة المصرية وقتها عن بيع مقتنيات للملك بقصور (عابدين) و(القبة) و(الطاهرة) عن طريق صالات مزادات عالمية أشهرها سوثبي بإنجلترا، وأهم ما بيع في هذه المزادات مجموعة طوابع تذكارية ونادرة، ورث جزءاً كبيراً منها من والده الملك فؤاد، ولا تقدّر بثمن، وكان معها مجموعة أخرى من العملات والساعات والسبح، وعلب للنشوء ومقتنيات لا حصر لها. كذلك بيعت مجموعة سيارات نادرة أشهرها السيارة المرسيدس الحمراء، وكانت هدية من الزعيم النازي إدولف هتلر وفضيات وڤازات مع الساعة (باتيك فيليب) المدموغة بالشعار الملكي، وكانت (باتيك فيليب) أقوى وأغلى شركة ساعات في العالم، وقد اشترطت صالات المزادات على السماح بخروج ما يشتريه المزايدون، وهو ما تم بالفعل، وهذا المزاد من أكبر أخطاء ثورة يوليو 1952».
وتابع فريد إن «الساعة المباعة أصلية، ولاشك في ذلك، ولا ينطبق عليها ما قيل سابقاً عن غرفة نوم الملك فاروق، من أن الأخيرة غير أصلية، لأن الغرفة يسهل تزويرها، ولكن الساعة الملكية أمر مختلف تماماً، لذا من الوارد ان تباع الساعة بأكثر مما هو مقدّر لها بكثير، فهناك ساعة (باتيك فيليب) بيعت بمليون دولار منذ 15 عاماً، فالمزادات تبدأ بتقدير وقد تنتهي بأرقام خيالية، وهذا المبلغ، الذي طرح في المزاد ونقلته الوكالات، حد أدنى، وسيتحدد السعر حسب ظروف المزاد وحجم الإقبال».