خطر الموت
طُوّر عامل الأعصاب «نوفيتشوك» في إطار برنامج سري استمر رغم المفاوضات الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، وفقاً للعالم السوفييتي السابق والمنشق، فيل ميرزا يانوف. هذه السرية هي السبب في أننا مازلنا لا نعرف تكوينه الكيماوي بدقة. وما نعرفه هو أن «نوفيتشوك» - الذي يعني «الوافد الجديد» بالروسية - هو في الواقع مجموعة من المواد الكيماوية الخطرة، التي تصبح مميتة فقط بعد أن يتم خلطها. ويعتقد أن ما يُسمّى بعناصر الأعصاب الثنائية أكثر أماناً للتخزين، وفقاً لما كتبه الخبير ميرزا يانوف في عام 1995. ولكن من الأسهل أيضاً أن يخبأ بعيداً عن المفتشين، خصوصاً إذا تم تقديم هذه العناصر السامة، على أنها مكونات للأسمدة أو مبيدات حشرية.
• من الأعراض السمّية: هطول الدموع، وسيلان الأنف، والسوائل في الرئتين، وأيضاً الإسهال المفرط والتعرّق. |
لا يُعرف بالضبط كيف يقتل «نوفيتشوك»، في حين أن عوامل الأعصاب الأخرى - مثل غاز السارين المستخدم ضد المدنيين في سورية، أو «في إكس» الذي قُتل كيم جونغ نام (الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية) بواسطته - تتغلغل إلى الجسم عن طريق التنفس أو الأكل، أو من خلال الجلد. وبمجرد دخولها، فإنها تمنع إنزيماً يعد مفتاحاً للإشارة الصحية بين الأعصاب والعضلات من العمل، وهذا يؤدي إلى أعراض مثل سيلان اللعاب والنوبات والشلل.
ويقول المتخصص في علم السموم الطبية في بريغهام، بيتر تشاي: «من الأعراض السمية هطول الدموع، وسيلان الأنف، والسوائل في الرئتين، وأيضاً الإسهال المفرط والتعرّق»، متابعاً «وهذه العوامل تبطئ أيضاً معدل ضربات القلب، ويبدو أن من يتعرض لمثل هذه المواد يواجه خطر الموت بطريقة فظيعة».
إنه لأمر مثير للدهشة والاهتمام أن نرى «نوفيتشوك» يستخدم في 2018، إذ من المفترض أن تكون روسيا قد دمرت نحو 40 ألف طن متري من الأسلحة الكيماوية بحلول شهر سبتمبر2017، وفقاً للمنظمة الدولية التي تشرف على حظر الأسلحة الكيماوية. وفي هذه الأثناء طالبت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بأن تكشف موسكو عن معلومات في ما يخص برنامج عامل الأعصاب.