دور الشرطة
تشهد مدن كندية حراكاً غير عادي في الآونة الأخيرة، فقد اجتاحت مسيرات وتظاهرات اليمين المتطرف شوارع عاصمة ولاية كيبيك، وتشكل صورة مقلقة للغاية.
وتقوم الجماعات المتطرفة، مثل «أتالانت كيبيك» و«جنود أودين»، بتوزيع الطعام في المتنزهات، وبالقرب من الآثار، وتنظم المسيرات في الشوارع، في كثير من الأحيان دون وجود واضح للشرطة. وإذا كان تجمع لدعم غزة، مكون من 10 أفراد، سجل حضور مجموعتين من عناصر الشرطة، يقول أحد الناشطين: «فمن المؤكد أن عشرات النازيين الجدد الذين يسيرون في شوارع المدينة، سيحصلون على القدر نفسه من الاهتمام من قبل الشرطة».
عندما نظم اليمين المتطرف مسيرة في مدينة كيبيك، نوفمبر الماضي، كان المتظاهرون المضادون هدفاً للاعتقال وقنابل الغاز المسيل للدموع، بعد إلقاء كرات الثلج على ضباط الشرطة. ونقل أحد التقارير من إذاعة كندا، عن متحدث باسم المسيرة المضادة، قوله إن الشرطة تحمي بوضوح رالي اليمين المتطرف؛ فقد رافقتهم وحمت مسيرتهم نحو البرلمان.
لكن اليسار واليمين لا يخضعان لرقابة متساوية في كندا. إن المجموعات التي تتبنى العنف القائم لا يتم ضبطها أبداً، كما تفعل مجموعات تريد التمرد، حتى لو كانت احتجاجاتهم غير هادئة. وفي حالة هذه المجموعات، هناك معارضة لأي إجراء من شأنه أن يجعل مجتمع مدينة كيبيك، أكثر تنوعاً، بينما يريد آخرون أن تكون المدينة أكثر انفتاحاً للمهاجرين واللاجئين، ومواجهة العنصرية المنظمة وتفكيكها، وأن تكون هياكل السلطة أكثر تمثيلية لمختلف شرائح المجتمع.