أنباء عن وقائع مشابهة في الأقصر وأسوان.. ومصلحـة الآثار تُصدر بيانات بالرفض
مصر: استهجان لإقامة حفلات زفاف فـــي المعابد الفرعونية
جدّدت أنباء عن السماح بإقامة حفل زفاف لنجل رجل أعمال بمعبد فيله بمدينة أسوان، أمس الخميس، الجدل الدائر حول ظاهرة إقامة الأفراح في المعابد الفرعونية بصعيد مصر، بعد أن أثارت الظاهرة ضجة واسعة في مدينة الأقصر إلى أسوان، وحذر خبراء ومرشدون سياحيون وبرلمانيون من أن فتح هذا الباب سيؤدي على المدى المنظور الى إلحاق أضرار جسيمة بالمعابد.
وكان معبد الكرنك قد شهد إقامة احتفال بعقد قران لنجل رجل أعمال، ما أثار ضجة واسعة من أهالي الكرنك والأقصر، وفي حين قلل مدير معابد الكرنك، الدكتور مصطفى الصغير، في تصريحات له لمواقع محلية من حجم الواقعة، في بداية الأمر، مشيراً إلى أنها لم تزد عن مجرد «عقد قران، ولم تكن هناك موسيقى صاخبة كما أشيع»، وأن «وراء الجدل صراع وتصفية حسابات»، تنصلت وزارة الآثار المصرية لاحقاً، في بيان، من علمها بالواقعة، ودعت للتحقيق الفوري فيها، خصوصاً بعد تصاعد الحملة الشعبية التي شملت غرفة السياحة بالمدينة والممثلين البرلمانيين بالأقصر واللجنة الشعبية لدعم القضايا الوطنية بالاقصر، ولفيف من المرشدين السياحيين والآثاريين ورموز الرأي العام، كما انتقلت حملة الرفض الى المستوى القومي والإعلامي وصفحات التواصل.
كما كتب عدد واسع من أصحاب زوايا الرأي، مثل فاروق جويدة، وحمدي رزق، ومحمد أمين، مقالاتهم استهجاناً لما حدث.
وقال بيان وزارة الآثار المصرية: «إيماءً الى ما تم نشره في بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية، عن قيام وزارة الآثار بالموافقة لإحدى الشركات بعمل حفل عشاء وعقد قران داخل معبد الكرنك، وجّه الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أوامره إلى مدير منطقة آثار الكرنك بتحرير محضر في شرطة السياحة والآثار ضد الشركة، نظراً لأنها خالفت الموافقة الرسمية التي حصلت عليها من وزارة الآثار، والتي نصت على عمل حفل عشاء، كما هو متبع، وليس عقد قران. لكن مصادر بالاقصر، نوّهت في تصريحات إعلامية إلى أن «واقعة معبد الكرنك» لم تكن الأولى، وأن «حفلات لفنادق وعروض أزياء» أقيمت علناً بالمعابد، وأنها تشكل وقائع شبيهة.
وقال الخبير الأثري عبدالحميد إبراهيم، لـ«الإمارات اليوم»، إن «هناك أضراراً مباشرة وغير مباشرة تلحق من السماح بهذه الحفلات داخل أو حول المعابد، فمن المعلوم أن هناك دراسات سابقة أوصت بتقليل عدد الزائرين للمعابد والمقابر من السياح، رغم ما يدره هؤلاء من عملة صعبة للحفاظ علي ديمومة هذه المعابد، بل إن هناك دراسة تصدت لأثر اقامة مولد سيدي أبوالحجاج الأقصري بجانب معبد الأقصر، ودعت للموازنة بين تعلق أهالي المدينة بالمولد وفكرة الحفاظ على المعبد، فكيف نمضي طائعين مختارين لننقل الحفلات الى داخل المعابد نفسها؟».
وذكّر إبراهيم بالدراسة التي أشار اليها تيموثي ميتشل بشأن جبانة طيبة التي ذكر فيها أن زيارة 12 سائحاً فقط لمقبرة نموذجية يؤدي إلى زيادة الرطوبة الناشئة عن عرقهم بنسبة 5%، وأن دخول 4500 سائح لمدة ثلاثة أشهر فقط يهدد بالتأثيرفي ألوان المقبرة، وصحيح أن المعابد غير المقابر، لكن هذا يشير الى حجم حساسية المسألة».
من جهته، قال رئيس غرفة السياحة بأسوان، عبدالهادي محمد، لموقع (مصراوي): «إنه مع إقامة أي فعاليات ومهرجانات وحتى أفراح لتنشيط السياحة في أسوان، لأنها تؤكد ما تنعم به المدينة من أمن وأمان واستقرار، كما أنها تنعش الفنادق والمنشآت السياحية، ويكفي أن نشير إلى أن فرح الخميس سيستمر بأسوان لمدة ثلاث ليالٍ، وتم حجز أربعة فنادق بالكامل، بجانب حفل العشاء المقرر غداً في معبد فيله»، لكنه لفت «إلى أنه يجب التعامل بحذر مع الأماكن الأثرية ووضع ضوابط معينة، منها مثلاً اختيار مكان بعيد عن الأثر نفسه، وعدم السماح بالليزر أو الرقص، حتى لا يتكرر ما حدث في معبد الكرنك».
كان معبد الكرنك قد شهد إقامة احتفال بعقد قران لنجل رجل أعمال، ما أثار ضجة واسعة من قبل أهالي الكرنك والأقصر.
جويدة: فرح في الأقصر أم حفل عشاء
قال الشاعر والكاتب فاروق جويدة في مقال له بجريدة الأهرام بتاريخ 13 سبتمبر 2018 تعليقاً على الحدث، إن «الناس تقيم الأفراح فى الحدائق والأماكن العامة والفنادق، ولكن الآثار لها قدسية خاصة ومكانة تاريخية. إن القصور والأماكن التاريخية فى بلاد العالم لا تقام فيها الأفراح وتقدم الأطعمة، وتنصب المطابخ أمام الأعمدة الرخامية التي ظلت صامدة آلاف السنين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news