نجيب محفوظ تعرّض لـ «السرقة المالية المنظمة» في نهاية حياته
أثار ما قالته أم كلثوم نجيب محفوظ، ابنة حائز نوبل الأديب العالمي، نجيب محفوظ، أخيراً، عن تعرض والدها لسرقة مالية منتظمة، من مخترق لحلقته في نهاية حياته، استياء واسعاً في الأوساط الثقافية المصرية، وطالب مثقفون أم كلثوم بمزيد من التفاصيل حول هذا الشخص وطبيعته بحيث لا يأخذ الاتهام شكل العمومية، وأكدت أم كلثوم أن الأسرة فضلت اختيار الصمت، رغم توافر شهود يؤكدون السرقة، كما أشارت أيضاً إلى أن والدها شعر بالظلم بسبب هجوم البعض عليه، بعد فوزه بـ«نوبل»، بتهمة التطبيع، بل و«حب إسرائيل»، مشيرة إلى أن «الأسرة لن تسكت مستقبلاً على اتهامات من هذا النوع».
وقالت أم كلثوم نجيب محفوظ في حوار مع «المصري اليوم»، الأحد الماضي، إن والدتها اكتشفت أن هناك شخصاً كان يسرق نقود الوالد في آخر أيامه، عندما كان مرهقاً لا يقدر على الحركة بشكل جيد، ما أتاح لهذا الشخص أن يستولي على أمواله من المنزل أثناء وجوده، أو عندما يخرجون إلى أحد الأماكن، وهو ما أكده لنا عدد ممن شاهدوا وقائع بأعينهم، وأنهم تحدثوا مع والدهم بهذا الشأن لكنه استبعد حدوث ذلك، وأنه ظل حتى توفاه الله مستبعداً حدوث ذلك، ولكنهم تأكدوا تماماً بعد ذلك من الجريمة.
وقد أثارت اتهامات أم كلثوم نجيب محفوظ ضجة في الأوساط الثقافية القاهرية، خصوصاً أنها ذكرت لأول مرة، وقال مبدع وكاتب، طلب حجب اسمه، لـ«الإمارات اليوم» إن «مكانة محفوظ الذي كان يعتز بحلقته وأصدقائه وحرافيشه، تستوجب على أسرة محفوظ أن تعلن الواقعة بتفصيل ودقة، وصياغة مختلفة عما قيلت به، لأن عبارة (إن هناك شخصاً كان يسرق نقود الوالد) غائمة وعامة، وتبدأ من الدائرة المحيطة وتنتهي بعشرات المدعين ممن كانوا يفرضون أنفسهم عليه، ولكن ترك التصريح بهذا الشكل مسيء ومشين لأناس هم جزء من عالم محفوظ».
رجل الساعة
وقال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن «نجيب محفوظ طوال عمره لم يكن يفتح بيته إلا لمن يثق بهم، وهو يتمتع بقدر كبير من الضبط والربط، طقوس نجيب محفوظ اليومية تؤكد ذلك، فهو يصحو في موعد محدد، ويكتب في وقت محدد، ويدخن عدداً محدداً من السجائر، وقد تعود الحرافيش القدامى أن يضبطوا موعدهم عليه مساء كل خميس، ولهذا كتب عنه، في مطلع السبعينات، الأديب الساخر محمد عفيفي، مقالاً ممتعاً بعنوان (رجل الساعة)، فهل هذا المنضبط يسمح بأن يقترب منه لص، لا يستطيع أن يأتمنه على جيبه، فكيف يأتمنه ببساطة على نفسه؟ ثم إنه يجب ملاحظة أننا نتحدث عن جيب نجيب محفوظ، وليس جيب نجيب ساويرس!».
في السياق ذاته، شنت أم كلثوم، في الحوار ذاته، هجوماً على منتقدي فوز محفوظ بـ«نوبل»، ووصفتهم بـ«الحاقدين»، وشددت على رفض والدها للسلطة والتقرب من السياسيين طيلة حياته، مشيرة إلى أنه «كان أول من طالب الرئيس السابق، حسني مبارك، بتداول السلطة في وقت لم يستطع أحد فتح فمه»، ووصفت والدها بالعادل، كاشفة عن أنه «قسّم (نوبل) على أربعة: هي وشقيقته ووالدتها وشخصه، ليحصل كل فرد على 100 ألف دولار»، واستهجنت تعرض والدها لجملة اعتداءات قالت إن الأسرة «لن تسكت عنها بعد اليوم».
الجدير بالذكر أن الضجة الحالية لحوار أم كلثوم نجيب محفوظ، هي الثانية من نوعها، بعد الضجة التي أثارها حوارها الأول في أغسطس 2017 بعد تصريحها بأن «قلادة النيل» التي حصل عليها والدها ليست من الذهب الخالص وإنما مزيفة.
اتهامات أم كلثوم نجيب محفوظ أثارت ضجة في الأوساط الثقافية القاهرية، خصوصاً أنها ذكرت لأول مرة.