نائب رئيس وزراء اليابان يتهم النساء بالتسبب في انخفاض عدد المواليد
أثار نائب رئيس الوزراء الياباني تارو آسو، الذعر والانتقاد في آنٍ واحد، بعد أن ألقى باللوم على النساء في انخفاض معدل المواليد في البلاد، إلا أن آسو، المعروف بزلات لسانه في كثير من الأحيان، تراجع عن تصريحاته في ما بعد. وقال آسو، الذي تولى حقيبة المالية مرتين، أمام اجتماع دائرته الانتخابية في فوكوكا، جنوب غرب اليابان، في مطلع الأسبوع الماضي، إن ظاهرة ارتفاع معدلات شيخوخة السكان، يتم اتهامها بشكل غير عادل على أنها هي وحدها سبب أزمة البلاد الديموغرافية، مؤكداً أن أولئك الذين لا ينجبون الأطفال هم المشكلة، ويضيف «إن شيخوخة السكان، بالإضافة إلى تناقص عدد الأطفال، هما القضية الخطيرة على المديين المتوسط والبعيد». وسحب آسو تصريحاته بعد أن اتهمه نواب المعارضة بإثارة موضوع يسبب حساسية للأزواج الذين يريدون إنجاب أطفال، لكنهم غير قادرين على القيام بذلك.
واتهم آسو، الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، الإعلام بإخراج عباراته عن السياق، وأنه حاول ببساطة إبراز التهديد الذي يمثله معدل الولادة المتدني على صحة اليابان الاقتصادية، لكنه أضاف: «أود أن أسحب تعليقاتي، وسأحرص على انتقاء عباراتي في الأيام المقبلة».
وكان آسو يتحدث بعد أن أظهرت بيانات أن عدد سكان اليابان انخفض بمقدار 448 ألف شخص في عام 2018، مع انخفاض عدد المواليد في ذلك العام إلى 921 ألف طفل، وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل المواليد منذ أكثر من قرن من الزمان. وأثار هذا الاتجاه تحذيرات من أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية لكبار السن، إلى جانب تقلص القوى العاملة، سيزيد الضغط على ثالث أكبر اقتصاد في العالم في العقود المقبلة.
ويُلقي الخبراء باللوم على انخفاض معدل المواليد على عوامل عدة، بما في ذلك الكلفة المالية العالية لتربية الأطفال، وعدم توفير رعاية الأطفال، وساعات العمل الطويلة المعروفة. لكن آسو واحد من العديد من السياسيين المحافظين الذين ألقى باللوم على الأزواج، خصوصاً النساء، على هذا الاتجاه. في يونيو 2018، وصف الأمين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، توشيهيرو نيكاي، الأزواج الذين قرروا عدم إنجاب الأطفال بأنهم «أنانيون»، واستشهد بطفرة ما بعد الحرب كدليل على أن غلاء المعيشة لا يجب أن يكون عقبة أمام وجود أسر بعدد أكبر من الأطفال.
قبل شهرين، قال عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي، كانجي كاتو، إنه يجب أن يكون لدى كل امرأة «ثلاثة أطفال على الأقل»، وحذر من فضّلن البقاء من دون أطفال بأنهن سيصبحن عبئاً على الدولة. وقال إنه أخبر النساء غير المتزوجات أنه «إذا لم يتزوجن فلن يكون بإمكانهن إنجاب أطفال، وأنه سينتهي بهن المطاف في دار الرعاية المدفوعة من ضرائب مفروضة على آباء أطفال آخرين». وفي عام 2007، وصف وزير الصحة آنذاك، هاكو ياناجيساوا، النساء بـ«آلات تفريخ المواليد»، وقال إنه من واجبهن العام زيادة معدل المواليد.