بايدن يقدّم اعتذاراً غامضاً للنساء اللاتي أساء سلوكه معهن
يقول نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن - الذي من المتوقع أن يعلن عن دخوله السباق الرئاسي لعام 2020 قريباً - إنه مستعد لاحترام «الحيّز الشخصي» للناس، بعد ظهور ادعاءات بأنه يتصرف بشكل غير لائق مع النساء. ويسترسل قائلاً: «اعتدتُ مصافحة ومعانقة الناس، والإمساك بالرجال والنساء من الكتفين، وأقول لهم: يمكنكم فعل الشيء نفسه، سواء للنساء أو الرجال، أو الشباب أو كبار السن، وهذا هو ما اعتدت عليه دائماً». وقال «إنها الطريقة التي أبدي بها اهتمامي للناس»، ويمضي في حديثه «لقد بدأت المعايير الاجتماعية تتغير، وتغيرت معها حدود الحيّز الشخصي، لقد أدركت هذا أخيراً، وأسمع ما يقولونه، لقد فهمته، وسأكون أكثر انتباهاً، هذه مسؤوليتي وسأواجهها».
لم يقدم بايدن اعتذاراً مباشراً عن تصرفاته السابقة، لكنه قال إنه على دراية بتغيير القواعد حول الاتصال الجسدي.
ويبدو أنه يشير إلى أنه يعتزم ضبط الطريقة التي يتعامل بها مع النساء، لكنه لم يعترف إلا قليلاً بأي تجارب محددة له مع النساء اللواتي انتقدنه. وفي مقال نشرته مجلة «ذي كت» النيويوركية، الأسبوع الماضي، ذكرت المشرعة السابقة في ولاية نيفادا، لوسي فلوريس، أن بايدن جاء وراءها، وشمّ شعرها، وقبّل رأسها، ما جعلها تشعر بعدم الارتياح. وتحدثت الموظفة السابقة في الكونغرس، آمي لابوس، لإحدى وسائل الإعلام أن بايدن فرك أنفه بأنفها في حفل لجمع التبرعات.
يوم الثلاثاء الماضي، صرحت امرأتان أخريان لصحيفة نيويورك تايمز، أنه لمسهما بطريقة جعلتهما «غير مرتاحتين». أما الطالبة الجامعية كاتلين كاروسو، فقد ادعت أنه وضع يده في مكان يثير الريبة لدى النساء، بينما ذكرت أخرى أنه نقل يده من كتفها إلى ظهرها. وأشار إلى أنه «قدم دعماً وتشجيعاً للنساء وبعض الرجال، لكنهم ظلوا غير مرتاحين»، ووعد بأنه سيغير سلوكه وأبدى رغبته في التواصل مع الناس إذا حالفه الحظ في رئاسة البلاد. ويقول عن ذلك: «لم أفكر أبداً في السياسة على أنها أمر سهل وبريء، لقد فكرت دائماً في الأمر على أنه تواصل مع الناس. المصافحة ووضع اليدين على الكتف، والعناق، كلها لتشجيعهم ومجاملتهم». وأشار بايدن أيضاً الى أن مسيرته المهنية في العمل على سياسة تعزيز المساواة بين الجنسين - بما في ذلك قانون العنف ضد المرأة - كان بمثابة شهادة على مدى التزامه بتغيير سلوكه. وعبّر عن ذلك بقوله: «لقد عملت طوال حياتي لتمكين المرأة، وللحيلولة دون اساءة معاملتها، أما مسألة أنني لا أستطيع التكيف مع حقيقة أن الفضاء الشخصي مهم للغاية، لم أفكر في هذا أبداً من قبل».
أشار بايدن إلى أن مسيرته المهنية في العمل
على سياسة تعزيز المساواة بين الجنسين -
بما في ذلك قانون العنف ضد المرأة - تُعد بمثابة
شهادة على مدى التزامه بتغيير سلوكه.