حوّلن موقع تحرٍّ عن «فتى الأحلام» إلى مركز معلومات حمـــاية لأمــن الانتفاضة
«منبر ـــ شــات».. فتيــات ســودانيــات يُفـزعن رجال البشير
قالت سودانيات مقيمات بالقاهرة إن فتيات صفحة «منبر ــ شات»، التي كانت مخصصة لجمع معلومات عن الفتى الذي يمثل حلماً لفتاة في الارتباط به في المستقبل، ومنصة لكشف الشباب الذي يتلاعب بعواطف الفتيات، قبل اندلاع انتفاضة 19 ديسمبر تحولت إلى «صفحة فيس بوك» لكشف وملاحقة عناصر أمن نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وتعذيبهم للمحتجين بعد الانتفاضة.
وتعني كلمة «منبرشات» معجبات بشدة، وكان هذا المعنى متفق عليه في «الزمن العاطفي» للصفحة، لكن بعد أن أصبحت صفحة للانتفاضة تكتب فتيات كثيرات الاسم على مقطعين (منبر- شات) بما يعني أنه منبر لتبادل الأحاديث.
وكانت الفتيات في حقبة الموقع الأولى، يضعن صور الفتيان الذين في طريق الارتباط بهم على الصفحة، وتطلب من أي فتاة لديها معلومات عنه أن تتقدم بها، وكثيراً ما ينتهي الأمر بكشف أن الفتى متزوج بواحدة أو أكثر أو لديه أطفال أو حتى في خطوات الارتباط الأولية مع فتاة أخرى.
لكن الاحتجاجات التي غيرت كثيراً من سلوك الشعب السوداني، عبر شهورها الأربعة، حولت صفحة «منبرشات» إلى صفحة نضال يومي، حيث قامت الفتيات بجمع معلومات عن عناصر أمن سرية ومتورطين في انتهاكات حقوقية ضد المحتجين، ونشرها على الصفحة، محذرة الشباب منهم، كما تطور الأمر إلى قيام الفتيات بعمليات خطرة تتضمن لصق صور وتحذيرات عن عناصر الأمن على أبواب منازل تلك العناصر، وأصاب هذا السلوك عناصر الأمن بالفزع، حيث كان بعضهم يعمل «مرشداً سرياً»، ولم يكن أهله أو أبناء الحي الذي يسكنون فيه على علم بذلك.
وشن حزب المؤتمر الوطني السوداني المنحل حالياً، الذي كان يترأسه قبل حلّه بشهور عمر البشير، حملة شرسة على «منبرشات» بعد تحوله إلى السياسة.
وانتقلت موضة «منبرشات» إلى الجزائر، وكتبت عنه المجلة الثقافية الجزائرية مقالاً بعنوان (منبرشات والوعي النوعي).
وقالت الناشطة السياسية (أمل) لـ«الإمارات اليوم»، إنها دخلت منذ فترة «منبرشات»، لكن سرعان ما انسحبت منه، لأنها لم تنسجم مع فكرته الأولى، لكن بعد انتفاضة الشباب رجعت إليه وتابعت حجم ما يقدمه لها من خدمات.
وأضافت أن بعض تعليقات «منبرشات» أثناء الاحتجاجات اتسم بالخروج عن التقليدية إلى حد الجرأة، لكن الرأي العام لم يركز على هذا الأمر، باعتبار أن ما ينشرنه عن عناصر أمن البشير مفيد جداً للمنتفضين وله تأثير مباشر، وهو جزء من النضال الشامل للتغيير.
وقالت سودانية عضوة في «منبرشات» إن «الصفحة التي أصبحت تضم الآن مئات الآلاف تعبر عن تيار واسع مناصر للمرأة، وتوازى ذلك مع بروز دور المرأة في التظاهرات إلى حد تسميتها بانتفاضة الكنداكات، وبتصوّري أن الصفحة لن تستمر في الطرح السياسي كثيراً، لأن السياسة للسياسيين والسياسيات، أما الصفحة فستعود للطرح الاجتماعي».
وتابعت أن «الصفحة أدت دورها السياسي بما لا يتوقع أحد، حيث استطاع الجروب، بالتعاون مع ناشطين، خفض عدد الضحايا، وجعل المنتسبين للأمن يرفضون التعليمات التي تصدر إليهم خوفاً من أن يتم رصدهم، أو تغطية وجوههم بشالات، ما جعلهم مادة للتندّر».
الفتيات يقمن بجمع معلومات عن عناصر أمن سرية
ومتورطين في انتهاكات حقوقية ضد المحتجين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news