سفير إسرائيل يحاول طمس صورة طبق جراد البحر «المحرم»
سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من السفير الإسرائيلي لدى البرازيل، يوسي شيلي، الذي ظهر في صورة نشرها على حسابه في «تويتر»، جمعته مع الرئيس البرازيلي، جير بولسونارو. لم تكن السخرية بالطبع من هذا اللقاء الحميم الذي يعد احتفالاً بالعلاقات البرازيلية الإسرائيلية، وإنما من محاولة السفير اليائسة من أجل طمس معالم وجبة كان يتناولها مع بولسونارو، تتكون من «جراد البحر»، الذي يعتبر محرماً حسب معتقدات اليهود.
وجلبت هذه الصورة كمية ليست قليلة من التندر والتعليقات الساخرة. وأشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن التعمية السوداء الشفافة فشلت في طمس معالم الوجبة، التي يحاول الدبلوماسي الإسرائيلي إخفاءها. وعلّق الصحافي الإسرائيلي، نوا لانداو، كبير المراسلين الدبلوماسيين في صحيفة «هآرتس»، في تغريدة باللغة العبرية: «يحتاج سفير إسرائيل في البرازيل بشكل عاجل إلى خبراء فوتوشوب على مستوى عالٍ».
ويتناول اليهود المتدينون الأسماك ذات الزعانف والحراشف، معتبرين أن جميع فئات المحار ليست حلالاً. وفي الماضي، تعرض مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لانتقادات من قبل اليهود الأرثوذكس المتطرفين والزعماء السياسيين، لتناولهم الطعام في مطاعم تقدم وجبات لا تخضع للتعاليم التوراتية، حسب اعتقادهم. في عام 2014، اضطر نتنياهو للإدلاء ببيان عام، ينكر فيه تناوله أطعمة غير «حلال»، في أعقاب تقارير إعلامية عن وجبة جمعته مع قطب الكازينوهات، شيلدون أدلسون، في سبت يهودي في مطعم لا يلتزم بتعاليم المعتقدات اليهودية.
علاقة وثيقة
ومن المعروف أن شيلي تربطه علاقة وثيقة ببولسونارو، وكان أول دبلوماسي أجنبي يستقبله الرئيس الجديد بعد أقل من 14 ساعة من فوزه في الانتخابات البرازيلية العام الماضي.
وفي ديسمبر، أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل، ويحضر حفل تنصيب بولسانارو. ورفض السفير شيلي ووزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على صورة جراد البحر.
من ناحيته، تعرض بولسونارو في أبريل، للانتقاد بشدة، بسبب تعليقاته حول «الهولوكوست»، أو ما يسمى بالمحرقة اليهودية، بينما كان يتحدث إلى مجموعة من الإنجيليين البرازيليين حول زيارته لنصب ياد فاشيم التذكاري في القدس، في وقت سابق من ذلك الشهر. وقال بولسونارو لوسائل إعلام: «يمكننا أن نسامح، لكن لا يمكننا أن ننسى، هذه هي عباراتي. أولئك الذين ينسون ماضيهم محكوم عليهم بألا يكون لهم مستقبل».
وعلّق الرئيس الإسرائيلي، روفين ريفلين، في تناقض متعمد مع ما قاله الزعيم البرازيلي، قائلاً «لن نسامح، ولن ننسى أبداً». وقال مركز ياد فاشيم في بيان نشرته «رويترز»: «ليس من حق أحد أن يقرر من يمكن العفو عنه، وما إذا كان يجب أن يكون هناك عفو لجرائم المحرقة».
ورد بولسونارو على الانتقادات التي وجهت إليه في تعليقات نشرها على صفحة السفير الإسرائيلي على «فيس بوك»، قائلاً إن أي «تفسير» سلبي لتعليقاته «يصب فقط في مصلحة أولئك الذين يريدون إبعادي عن أصدقائي اليهود».
شيلي تربطه علاقة وثيقة ببولسونارو، وكان أول دبلوماسي أجنبي يستقبله الرئيس الجديد بعد أقل من 14 ساعة من فوزه في الانتخابات العام الماضي.