الدبلوماسيون الصينيون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بفاعلية
بدأ ممثلو الصين الدبلوماسيون في الخارج استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الرد على منتقدي سياسة بكين، فعلى الرغم من أن «تويتر» محظور استخدامه داخل الصين، فإن ذلك لم يمنع الدبلوماسيين الصينيين في الخارج من استخدام هذه المنصة، لمواجهة خصوم بكين بشكل مباشر وعنيف.
ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، انضم نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الصينية في باكستان، تشاو ليغيان، لهذه المعركة عندما دافع عن معاملة بكين لقومية الأويغور، وهي أقلية مسلمة في إقليم شين غيانغ في أقصى غرب الصين. واستهدف تشاو الولايات المتحدة، وهي منتقد قوي للاعتقالات الجماعية للأويغوريين، من خلال سرده مجموعة من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة، بما في ذلك التمييز العنصري. وكتب قائلاً: «إذا كنت في واشنطن العاصمة، فأنت تعلم أن البيض لا يذهبون إلى منطقة الجنوب الغربي، لأنها منطقة مخصصة للسود واللاتينيين، هناك مقولة (أسود يدخل وأبيض يخرج)». وتابع: «العنصرية في الولايات المتحدة موجودة منذ الحقبة الاستعمارية، حيث يوجد التقسيم الطبقي في العمل، والإسكان، والتعليم، والإقراض، والحكومة».ودفعت هذه التغريدة مستشارة الأمن القومي السابقة، سوزان رايس، إلى مهاجمته، قائلة له: «أنت وصمة عار عنصرية، وجاهل بشكل مروع للغاية، في الأوقات العادية، أنت شخص غير مرغوب فيه». وخاطبت السفير الصيني لدى بلادها، في التغريدة نفسها: «السفير تسوي، أتوقع أن تكون أفضل منه أنت وفريقك، يرجى القيام بالإجراء الصحيح، وإرساله إلى بلاده». وحذف تشاو تغريدته الأصلية، لكنه سلط الضوء بقوة على وجهة نظره السابقة، واستمر في وصف «الظروف المعيشية للأميركيين الأفارقة»، بأنها «تبعث على القلق»، وسلط الضوء على عمليات إطلاق النار في المدارس «بلا نهاية» في البلاد، والنساء اللاتي «يعشن في خوف» من الاعتداء الجنسي». واختتم قائلاً: «ببساطة.. الحقيقة مؤلمة».
استراتيجية تواصل
ويعتبر تشاو واحداً من بين مجموعة صغيرة ولكن متزايدة، من الدبلوماسيين الصينيين الذين ينقلون رسالتهم مباشرة إلى الأسرة الدولية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتقول الخبيرة الدبلوماسية الثقافية في جامعة شيان جياوتونغ-ليفربول، أليساندرا كابيليتي: «إنها استراتيجية تواصل جديدة، تبنتها الجهات الدبلوماسية الصينية». وتواصل تعليقها: «إنهم يستخدمون هذه الأداة بشكل متزايد، وبطريقة فاعلة ومتطورة، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور».
ومنذ عام 2014، أنشأت جميع السفارات الصينية في الخارج صفحات «فيس بوك» رسمية، وفقاً لكابيليتي،على الرغم من حظر السلطات «فيس بوك» في الصين منذ عام 2009. لكن على عكس حسابات «فيس بوك»، التي تستخدمها السفارات في الأغلب لترويج الثقافة الصينية، وإعادة نشر وسائل الإعلام الرسمية، فإن حسابات «تويتر» الفردية تتخذ طابعاً أكثر شخصية، وتستخدم للتصدي للتصورات التي يطلقها البعض بأن الصين مقيدة بشدة.
ويبدو أن حسابات «تويتر» الشخصية للدبلوماسيين أكثر شراسة في مواجهاتها، حيث تتناول موضوعات مثيرة للجدل. وكان سفير الصين لدى جزر المالديف، تشانغ لي تشونغ، استهدف، أخيراً، رئيس جزر المالديف السابق محمد نشيد، ورئيس البرلمان الحالي. وكان نشيد في وقت سابق من هذا الشهر، ذكر أن ديون بلاده للصين قد وصلت إلى «مستويات مخيفة»، وانتقد كلفة المشروعات الصينية، مردداً الاتهامات السابقة لبكين بأنها تحيك خيوط «دبلوماسية فخ الديون». ورد تشانغ على نشيد في تغريدة «ما لا يمكنني قبوله هو معلومات مغلوطة ومضللة للجمهور، والتي تضر بعلاقاتنا الودية»، مضيفاً: «كان ينبغي أن يدور حوار عقلاني بيننا، يستند إلى بيانات صحيحة فقط باتصال هاتفي».
كما استخدم السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تسوي تيانكاي، الذي انضم إلى «تويتر» الأسبوع الماضي، المنصة نفسها لانتقاد زيارة رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، للولايات المتحدة. وتعتبر بكين أن تايوان، حيث تم تشكيل حكومة صينية منافسة بعد نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، جزءاً من الصين.