رحيل «صائد الطائرات الإسرائيلية» مجدي قليني
ودّعت مصر، قبل أيام، بطل حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، العميد مجدي بشارة قليني، الذي أطلق عليه اسم «صائد الطائرات الإسرائيلية»، نظراً لبطولاته في معارك سلاح الدفاع الجوي في السبعينات، التي كانت وراء إسقاط طائرات إسرائيلية في مواقع مختلفة. كما قدم قليني، الذي تزامنت خدمته الوطنية المصرية مع خدمة شقيقيه، اللواء طيار وصفي بشارة قليني، بالقوات الجوية، واللواء كمال بشارة قليني، بسلاح المدفعية، نموذجاً مشرفاً لأسرة وطنية وهبت حياتها للوطن في لحظات حرجة، تلك التي امتدت من حرب 1967 إلى حرب الاستنزاف ثأراً بعدها للهزيمة، وانتهاءً بانتصار أكتوبر 1973.
وقالت صفحة العميد مجدي بشارة قليني على «فيس بوك» إن الراحل البطل «من أبطال سلاح الدفاع الجوي بحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 73، ويشاء القدر أن يكون رحيله في الذكرى الـ50 لقيادته معركة الجزيرة الخضراء، وانتصار الجيش المصري على القوات الإسرائيلية»، مضيفة أنه «سبق له الاشتراك في حرب يونيو 1967 رئيساً لعمليات كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، وفي حروب الاستنزاف ومعاركها الشرسة منذ عام 1968 إلى عام 1970 بشكل متواصل. وفي معركة، الجزيرة الخضراء بخليج السويس قائداً للفوج 63 مدفعية مضادة للطائرات، حيث أرغم قوات العدو على الابتعاد عن الجزيرة، بعد الدخول معها في معركة مريرة، وفي النهاية طلب وبكل شجاعة من قائد الجيش أن تقوم مدفعية الجيش الثالث بضرب الجزيرة، مفضلاً الموت على أن تحتل إسرائيل شبراً من أرض مصر»، كما خاض أخيراً حرب أكتوبر 1973 بمنطقة فايد، قائد كتيبة 572 صواريخ دفاع جوي سام 3، حيث كبّد العدو خسائر فادحة، تحت قيادة اللواء أركان حرب جورج ماضي عبده.
حمل روحه على كفه
وقال الصحافي، خطاب معوض خطاب، الذي أجرى حواراً مع قليني في وقت سابق، لمجلة «سحر الحياة»، إن البطل الفقيد «رجل حمل روحه على كفه في سبيل مصر، لم يهب الموت أو يخشاه، وإنه كان يحمل رتبة نقيب وقت خوضه معركة (الجزيرة الخضراء) الشهيرة، الواقعة بين عين موسى وميناء الأدبية، في 19 يوليو 1969، وهو لم يتعد الـ27 ربيعاً، وإن الجزيرة الخضراء كانت كتلة صخرية مرتفعة وسط البحر الأحمر تحمي مدينة السويس، وقد درب الإسرائيليون كتيبة صاعقة وسرية ضفادع بشرية بشكل خاص في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر، ليتمكنوا من احتلالها، لكنهم فشلوا».
توقيت مدروس
وقال العميد مجدي بشارة قليني في شهادته عن معركة الجزيرة الخضراء، التي استمرت لمدة ثمانية أيام، براً وبحراً وجواً، قبيل رحيله على صفحة «المجموعة 73 مؤرخين»، والمؤسسة منذ عام 2008 لتوثيق البطولات العسكرية المصرية ضد إسرائيل، إن «الإسرائيليين اختاروا توقيت الهجوم بعناية فائقة، إذ قرروا أن يتم الهجوم في الليلة نفسها التي ستهبط فيها مركبة الفضاء أبوللو على سطح القمر، وعليها ثلاثة رواد، في مقدمتهم الرائد نيل أرمسترونغ، وكان تخطيطهم أن تكون لحظة نزول الرواد ووضع أرجلهم على القمر هي ساعة الصفر للهجوم على الجزيرة الخضراء». وتابع قليني «في الساعة 11 منتصف ليلة الهجوم، حدثني قائد الموقع محمد عبدالحليم، وقال إنه يلمح تحركات غريبة، وطلب الإذن بفتح النار فرفضت، حتى يشعر الإسرائيليون بأننا في غفلة، ويتوغلوا في الموقع، ولحظتها يبدأ الهجوم». ونوه قليني إلى أن «إسرائيل استخدمت، للمرة والأولى في تاريخها العسكري، القنابل الفوسفورية الحارقة في هذه المعركة، والتي استخدمتها لاحقاً في غزة»، وكشف عن لحظات حرجة في المعركة «حين كانت الجزيرة على وشك السقوط، وطلب من جنوده التطوع للدعم، وعندما اختار 30 منهم، فوجئ بتطوع 150 جندياً يتصارعون على الذهاب، على الرغم من أنهم يعلمون أن الذاهب إلى الجزيرة في حكم الشهيد، لكن هذه كانت الروح السائدة عند الجميع».
وختم قليني بأن «معركة الجزيرة الخضراء، التي خاضها 90 مقاتلاً مصرياً، في مواجهة 350 جندياً إسرائيلياً و60 ضفدعاً بشرياً، انتهت بفشل الهجوم الإسرائيلي، بعد خسارات فادحة للإسرائيليين، حيث سقط لهم فيها 67 قتيلاً و18 قطعة بحرية وطائرة حربية».
يذكر أن العميد مجدي بشارة قليني، على المستوى العلمي والتخطيطي، قام باقتراح خاص بتعديل في محطة توجيه صواريخ سام 3، لكي تعمل بنظام جديد وبكفاءة أعلى عام 1976، كما قام بتصميم وتصنيع طائرة موجهة باللاسلكي بدون طيار، لتدريب وحدات المدفعية والرشاشات المضادة للطائرات، وكذلك تأليف كتابين في التاريخ العسكري، يتم تدريسهما في الكليات والمعاهد العسكرية، الأول باسم «معركة الجزيرة الخضراء - يوليو1969»، بتكليف من هيئة البحوث العسكرية، تمت طباعته عام 1979.
والثاني باسم «نشأة وتطور قوات الدفاع الجوي»، وتمت طباعته عام 1983، كما قام بوضع المادة العلمية لإنتاج فيلم عسكري عالمي يمجد بطولات القوات المسلحة.
صائد الطائرات
■ قام قليني بإسقاط طائرة مروحية إسرائيلية، طراز «سوبر بايبر» بتاريخ 8 / 4 / 1969 بمنطقة السويس.
■ قام بإسقاط طائرة هليكوبتر طراز سكورسكي يوم 20 / 7 / 1969 أثناء قيامها بإخلاء القتلى والجرحى الإسرائيليين صبيحة معركة الجزيرة الخضراء.
■ بإسقاط طائرة «ميراج 3 س» يوم 20 / 7 / 1969 أيضاً بموقع الجزيرة الخضراء خليج السويس.
■ بإسقاط أول طائرة مقاتلة إسرائيلية، طراز سكاي هوك، بتاريخ 24 / 10 / 1969، وأسر الطيار النقيب/نسيم عازر أشكينازي بجبل عتاقة.
■ بإسقاط طائرة «ميراج 3 س» صباح يوم 8 / 10 / 1973 بمنطقة الإسماعيلية شرق القناة.