جنرال مصري: ثأرت لأطفـال بحر البقر.. والسادات سألني ماذا فعلت بإسرائيل وغولدا مائير
في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصريين، أخيراً، لأبطال عسكريين قاموا بعمليات تاريخية في الحرب مع إسرائيل منذ أكثر من نصف قرن، أنعش اللواء عبدالحميد خليفة ذاكرة الحاضرين عن تفاصيل ما سمته رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة غولدا مائير، بـ«يوم السبت الحزين»، الذي قاد فيه خليفة عملية الثأر لأطفال «مدرسة بحر البقر» الذين قتلتهم الطائرات الإسرائيلية، عبر عملية نوعية قتل فيها 45 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً ودمر خمس دبابات، وأسر جندياً إسرائيلياً عاد به من الخطوط الخلفية وهو الرقيب يائير دوري تسفي.
وقال خليفة في الندوة التي أقيمت حول كتاب «بطولات الكوماندوز» للكاتب الصحافي مؤرخ المقاومة الشعبية، محمد الشافعي، وحضرها قائد لواء الصاعقة في حرب أكتوبر 1973، اللواء أركان حرب أحمد أسامة إبراهيم، إن «هذه العملية جاءت في وقت حساس جداً، حيث وقعت بعد العدوان الغاشم الذي شنته الطائرات الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر الابتدائية في 8 أبريل 1970، واستشهد فيه 46 مصرياً من بينهم 30 طفلاً، كما أنها جاءت في أعقاب استشهاد رئيس الأركان المصري عبدالمنعم رياض»، وهي العملية التي تمكن فيها خليفة ورفاقه من هز الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي.
وتابع أن «أهمية هذه العملية كانت بالغة حتى بعد وقوعها بسنوات، فقد مرت على مصر فترة حزينة، حيث أعلن الرئيس الراحل أنور السادات أن 1972 هو عام الحسم، بمعنى أنه سيعلن الحرب لتحرير الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، لكن لأسباب سياسية لم يحدث ذلك، فوقعت تظاهرات ومطالبات شعبية تدعو لعمل عسكري لتجاوز الهزيمة، فكان على السادات أن يرفع الروح المعنوية ويؤكد عزمه وتصميمه على ما أعلنه، فعقد اجتماعاً مع قادة القوات المسلحة، وتم استدعائي للاجتماع، وكنت ضابطاً صغيراً وقتها، حيث فوجئت بالسادات يقول أمام القادة إننا سنخوض الحرب اعتماداً على الله وعلى أبنائي من أمثال عبدالحميد خليفة».
ويضيف خليفة «عند هذه النقطة توقف السادات وطالبني بالوقوف، وفوجئت به يسألني أمام القيادات الكبرى، احك يا عبدالحميد ماذا فعلت بإسرائيل مع اللواء 35 لتثأر لبحر البقر واستشهاد عبدالمنعم رياض، وعن العملية التي وصفتها غولدا مائير بيوم السبت الأسود، فرويت لهم القصة كاملة».
وتطرق خليفة في شهادته إلى «بطولات بدو سيناء في معارك الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وإلى دورهم في عملية برية قام بها «اللواء 35» خلف خطوط العدو في حرب 1973 في الزعفرانة على بعد 170 كم من القناة.
بدوره، روى اللواء نبيل أبوالنجا قصة العملية، التي تم تدريسها لاحقاً في حلف الأطلسي (الناتو)، والتي وثقها في كتاب «رحلة إلى جهنم».