آل كينيدي وبوش وروزفلت وآدمز أكـثر العائـلات نفوذاً في تاريخ أميركا
على الرغم من أن النظام السياسي القائم في الولايات المتحدة جمهوري، يتم انتخاب القادة فيه من الحزبين الرئيسين، إلا أن عائلات أميركية اكتسبت نفوذاً كبيراً، واستمرت شعبية بعضها عقوداً طويلة. وفي هذا السياق، من المقرر أن يعلن النائب عن ولاية ماساتشوستس، جو كينيدي الثالث، وهو سليل إحدى أكثر العائلات السياسية شهرة في أميركا، أنه سيتحدى السيناتور إدوارد ماركي، في الانتخابات التمهيدية في الولاية، العام المقبل. وقال مصدر مطلع على خطط كينيدي إن الأخير سيعلن رسمياً ترشحه في الأيام المقبلة. وكان حفيد روبرت كينيدي (شقيق الرئيس السابق جون كينيدي)، البالغ من العمر 38 عاماً، يُحضر بهدوء للسباق الانتخابي، من خلال تقديم ملف أولي إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، الشهر الماضي.
كينيدي يقوم بأحدث محاولة، بعد سلسلة طويلة من المحاولات التي قام بها أفراد أكثر العائلات السياسية شهرة في الولايات المتحدة، سعياً لمنصب بالانتخاب. يذكر أن جون كينيدي، كان أول ضحية في العائلة، وقد سقط برصاصة قاتلة، في عام 1963.
ومن بين هؤلاء النائب السابق، جوزيف كينيدي، وهو والد جو، وجده روبرت كينيدي، الذي كان وزيراً للعدل خلال رئاسة شقيقه جون، وكان سيناتوراً سعى لترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عندما قتل، هو أيضاً، في عام 1968، وشقيق جده، السيناتور إدوارد كينيدي، الذي توفي في عام 2009، والنائب في «الكونغرس»، باتريك كينيدي الثاني، وعمته كاثلين كينيدي، التي خدمت فترتين كنائب حاكم ولاية ميريلاند.
ربما تكون عائلة كينيدي هي السلالة السياسية الأكثر شهرة في أميركا، فقد تم انتخاب باتريك جوزيف كينيدي، أول فرد من العائلة يخوض الانتخابات، لعضوية الهيئة التشريعية لولاية ماساتشوستس في عام 1884. ومنذ ذلك الحين، أصبح آل كنيدي دعامة أساسية في السياسة الأميركية، حيث جاء منهم الرئيس الـ35، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب والسفراء. وتشير تقديرات «فوربس» إلى أن 30 فرداً من عائلة كينيدي تبلغ ثروتهم 1.2 مليار دولار، مجتمعين.
إضافة إلى آل كينيدي، تعتبر عائلة بوش واحدة من بين عائلتين، في التاريخ الأميركي، أنجبت رئيسين، جورج بوش الأب والابن. كان بوش الأب، ابن سيناتور كونيتيكت، بريسكوت بوش، عضواً في «الكونغرس»، ودبلوماسياً، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ونائباً للرئيس قبل فوزه بالرئاسة في عام 1988. وواصل ابنه الأكبر جورج دبليو بوش المشوار، ليخلف بيل كلينتون، في 2001. وفي عام 2016، ترشح حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، للرئاسة، أيضاً، لكنه خسر في النهاية الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. وفيما تقدر ثروة بوش الأب وزوجته باربرا بنحو 25 مليون دولار، تبلغ ثروة الأسرة مجتمعة نحو 400 مليون دولار. حالياً، يعمل ابن جيب الأكبر (جورج ب)، مفوضاً للأراضي في ولاية تكساس، حيث يُعده والده ليكون قائداً للجيل الرابع من سياسيي آل بوش.
من جهتها، كانت عائلة آدمز هي الأولى في التاريخ الأميركي التي يُنتخب منها رئيسان. جون آدمز، أحد الآباء المؤسسين للأمة وثاني رئيس لها، شغل أولاً منصب نائب الرئيس لجورج واشنطن. وقام جون آدمز، جنباً إلى جنب مع زوجته ومستشارته أبيغايل، بتربية ابنه جون كوينسي آدمز، ليصبح الرئيس الثامن للولايات المتحدة. بينما خاض جون كوينسي تشارلز آدمز، الذي خدم في مجلس النواب عن ولاية ماساتشوستس، بنجاح، سباق نائب الرئيس في عام 1848، أما ابنه جون كوينسي آدمز الثاني، فقد خدم أيضاً في ولاية ماساتشوستس قبل الترشح دون جدوى لمرات عدة في ستينات القرن الـ19. حالياً، العضو الوحيد في عائلة آدمز الذي لايزال مندمجاً سياسياً هو جون دونلي آدمز، وهو محام من فرجينيا، لم ينجح في الوصول إلى منصب المدعي العام للولاية.
ومن عائلة روزفلت، عمل ثيودور وفرانكلين روزفلت كرئيسين للولايات المتحدة على مدار 31 عاماً، ما يمثل مرحلة مهمة في التاريخ الأميركي. ثيودور، الذي تولى الرئاسة بعد اغتيال ويليام ماكينلي، حكم لمدة ثماني سنوات. وبدأ بناء قناة بنما، وجعل الحفاظ على البيئة أولوية، ووضع أساساً قوياً لنظام الحدائق الوطنية في البلاد.
بينما ترشح ابن عمه فرانكلين روزفلت للرئاسة في عام 1932، بعد أن تولى منصب حاكم ولاية نيويورك، وأعيد انتخابه ثلاث فترات أخرى. وبعد وفاته، توقع الكثيرون أن تكمل ابنة عمه، إليانور روزفلت، المشوار السياسي، لكنها رفضت الترشيح الديمقراطي لمجلس الشيوخ، لتصبح بدلاً من ذلك أول ممثل للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
وخدم اثنان آخران من آل روزفلت، وهما ابنا إليانور (جيمس وفرانكلين)، في مجلس النواب، اللذين مثلا كاليفورنيا ونيويورك، على التوالي، في منتصف القرن الـ20. ولم يتقلد أي من عائلة روزفلت منصباً سياسياً منذ ذلك الحين.