الأمير أندرو يقف وحيداً بعد إعفائه من مهامه الملكية
استدعت الملكة إليزابيث ابنها المفضل، الأمير أندرو، إلى قصر باكنغهام لتعفيه من مهامه الملكية بعد الفضيحة التي تفجرت بشأن علاقته بفتيات قاصرات ورجل أعمال متهم بالمتاجرة في الجنس. واتخذت الملكة هذا القرار ضد ابنها الثاني الليلة قبل الماضية، في محاولة يائسة لاحتواء التداعيات التي تمخضت عن هذه الفضيحة، التي تكشفت بعد مقابلة أندرو ببرنامج «نيوزنايت» بتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي ما بعد نفى الأمير علاقته بقاصرة تبلغ من العمر 17 عاماً قدّمها له صديقه رجل الاعمال الأميركي، جيفري إبستين، والذي انتحر في أحد السجون الأميركية خلال انتظاره المحاكمة، بتهمة الاتجار في الجنس.
ونتيجة لهذا الإعفاء سيخسر أندرو دخله السنوي البالغ قدره 249 ألف جنيه إسترليني ببند المخصصات الملكية، لكنه سيحتفظ بمنزله المفضل في وندسور، وسيستمر في الحصول على المال من دوقية والدته في لانكستر، التي يبلغ دخلها الخاص ملايين الجنيهات الاسترلينية.
وكان حديثه لهيئة الاذاعة البريطانية جعله نهباً لعناوين الصحف لأيام عدة، وتسبب في تخلي الكثير من الشركات والجمعيات الخيرية عن أنشطته، وتخلت أكثر من 20 شركة ومؤسسة خيرية كبرى، منها بنك باركليز، عن مبادراته، التي كان يدعمها بها.
وتقول الخبيرة الملكية، بيني جونور: «أعتقد أن الملكة مرتعبة، لقد كان عاماً كارثياً بالنسبة لها». وقالت كاتبة السيرة، إنغريد سيوارد، رئيسة تحرير مجلة ماجستي: «لم أكن أعرف شيئاً مأساوياً كهذا في الذاكرة الحية». وقدم أندرو خلال مقابلته التلفزيونية تفسيرات غير مترابطة تسببت في تناقض بشأن صداقته مع المتحرشين بالأطفال، وفشله في التعبير عن تعاطفه مع عشرات من النساء اللواتي تم تهريبهن من قبل إبستين على مدار ثلاثة عقود.
وأخبر أحد أصدقاء أندرو صحيفة «ذا صن» أن الملكة «عندما استدعت الدوق إلى قصر باكنغهام لتخبره بقرارها، كانت لحظة حزينة لكليهما، فقد أصبحت سمعته في حالة يرثى لها، ومن غير المرجح أن يؤدي واجبات ملكية مرة أخرى، يا للعار».
ودعاه محامون عن ضحايا إبستين للجلوس مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وإجراء مقابلة متعمقة تحت القسم. ويصر العملاء الأميركيون على الذهاب إلى بريطانيا، إذا رفض أندرو السفر الى أميركا. ويبدو أن عقوداً عدة من عدم الرضا عنه من بعض الأشخاص جعلته يقف وحيداً معزولاً ليواجه مأساته، ولم يتبقّ له سوى زوجته السابقة الدائمة، سارة فيرجسون، التي وقفت للدفاع عنه. وقال مصدر مقرب من القصر إن «الأمير أندرو لديه عدد قليل جداً من الأصدقاء، ومعظم أصدقائه القدامى أسقطوه من حساباتهم». ويقول مطلعون على شؤونه الخاصة إن غطرسته هي التي جعلته يتجاهل النصيحة بعدم متابعة مقابلة «بي بي سي» حول صداقته مع إبستين. اليوم يقف الأمير أندرو وحيداً، بعد أن أصبح الرعاة والجمعيات الخيرية تبتعد عن مشروعاته بشكل متزايد، وانتهت مسيرته الليلة قبل الماضية بعد أربعة أيام فقط من بث مقابلة «بي بي سي» التي أطاحت بآماله ومستقبله.
ويعرف عن أندرو وقاحته مع موظفيه. أحد المساعدين الملكيين السابقين قال: «لقد رأيته يعامل موظفيه بطريقة مروعة وفجة»، ويضيف: «لقد كان وقحاً بشكل لا يصدق مع ضباط الحماية الشخصية، وكان يرمي الأشياء على الأرض ويطالبهم بالتقاطها، إنه لا يتمتع بسلوك اجتماعي على الإطلاق».
في عام 2010، كشف موقع «ويكيليكس» الاخباري عن برقية سرية من سفير أميركي وصف كيف تحدث دوق يورك، الذي كان آنذاك ممثلاً خاصاً للمملكة المتحدة في مجال التجارة، «بفظاظة» خلال مشاركة رسمية، ما أدى إلى نقاش وصفه البعض بـ«الوقح». وفي برقية أخرى عام 2008، كتبت سفيرة واشنطن في قيرغيزستان، تاتيانا جوفيلر، عن «اللغة الوقحة في بريطانيا»، ووصفت كيف انتقد أندرو كبار مكتب مكافحة الاحتيال ببريطانيا والصحافيين بأنهم «يحشرون أنوفهم في كل شيء»، وأدلى بتعليقات مستهجنة بشأن فرنسا. ويبدو أن أندرو كانت لديه موهبة غريبة في الإساءة إلى الأشخاص الذين كانت مهمته مساعدتهم نيابةً عن رجال الأعمال البريطانيين خلال فترة عمله كمبعوث تجاري. ووصف سفير بريطانيا في روما، إيفور روبرتس، الذي اضطلع بهذه المهمة بين عامي 2003 و2006، كيف أن أندرو «يعامل الناس بطريقة خاطئة»، فعندما قدم أحد رؤساء دار أزياء كبرى نفسه إليه، أجاب بوقاحة: «لم أسمع عنك أبداً». وقال السير إيفور إن الأمر كلف فريقه كثيراً لتوضيح الفوضى التي تسبب فيها أندرو.
- عندما استدعت
الملكة الدوق
لتخبره بقرارها،
كانت لحظة حزينة
لكليهما، إذ أصبحت
سمعته في حالة
يرثى لها، ولا يرجح
أن يؤدي واجبات
ملكية مرة أخرى.