عمرو موسى يعزّي في وفاة «شعبولا».. وعشاقه يطالبون بمنحه مزيداً من الاعتبار
حملت وقائع توديع الفنان المصري شعبان عبدالرحيم (شعبولا) مفاجآت لا تقل عن تلك التي شهدتها حياته، فقد توجه المرشح المصري الرئاسي السابق، عمرو موسى، لتقديم العزاء فيه في خطوة اعتبرها مراقبون (رد جميل)، على أغنية «شعبولا» الشهيرة (بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل)، كما قام أهل «شعبولا» بتصوير جنازته بطائرة (درون)، وحضرت شخصيات فنية من أطياف مختلفة الجنازة، واعتبرت الصحافة الإسرائيلية رحيل «شعبولا» قصة أساسية، فيما دعا مثقفون على صفحات «فيس بوك» الى إعطاء مزيد من الاعتبار لشخصية «شعبولا» بوصفه «مكافحاً من بيئة بسيطة».وشارك نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي، في الجنازة وعدد من المطربين الشعبيين.من جهته، تابع الإعلام الاسرائيلي وفاة شعبان بمستويات مختلفة من الاهتمام المجرد، والسخرية، والشماتة.
وقال المذيع بالتلفزيون الاسرائيلي، روي كايس، في تغريدة له: «وفاة الفنان شعبان عبدالرحيم صاحب أغنية (أنا بكره إسرائيل)»، وفي تغريدة أخرى كتب: «الساعات القادمة ستجدوني أسخر من (شعبولا)». من ناحيته، كتب محرر الشؤون العربية والفلسطينية في موقع «واي نت» بـ«يديعوت أحرونوت»، اليئور ليفي: «قداس للعبقري، أشعر أن الأمر يمر بهدوء شديد، لذلك سأشرح: كان (شعبولا) بمثابة آفي بيتر مصر، لم يكن يقل عن معبود، لقد كان مزيجاً نادراً من المغني والشاعر ومصمم الأزياء. لقد خلق تياراً جديداً من الانطباعية من خلال الشعر، وفاته خسارة كبيرة للفن وللذوق العام».
وقالت مغردة إسرائيلية تدعى شمريت مائير: «(شعبولا) الذي حوّل كراهية إسرائيل إلى تسلية شعبية، كان رمزاً لعهد السلام البارد».
على صعيد مقابل، حمل «فيس بوك» دعوة من المثقفين لعدم الاستخفاف بظاهرة «شعبولا»، واعطائها مزيداً من الاعتبار، في لحظة رحيله. وقال
طيب حضراتكم ما هو الفن ومن هو الفنان؟.شعبان عبدالرحيم إنسان لم يتلقَّ أي تعليم أو ثقافة، لم يمتهن إلا مهنة المكوجي نشأ في مناطق ريفية عشوائية.. وجد في نفسه ميلاً للغناء والأداء الصوتي الذي أعجب المحيطين به، فأوجدوا له كلمات بسيطة تليق بهم وبه.. فهم من زوجوا أحمد حلمي لعايدة، وكتب الكتاب الشيخ رمضان.. كلمات طريفة تظهر خفة ظل المصريين المختبئة في دماء هؤلاء البسطاء».
وقال الروائي حشمت يوسف: «عبدالرحيم ليس هو نتاج مرحلة، كما يقول المثقفون، ولا هو مؤامرة على الفن المصري، ولا (مزقوق) على الحياة الفنية كي يدمرها، بل هو نتاج طبيعي لحركة المجتمع، والكون، والحكمة المتمثلة في أن الله يرزق من يشاء بغير حساب. شعبان عبدالرحيم ربنا رزقه بملامح وجهه، فكانت سبباً من أسباب نجاحه، كما رزقه بصوت مزعج ونشاز، وكان هذا الصوت سبب نجاحه ورزقه، كما رزقه بشاعر لا يصلح معدداتي في جنازة، فكان سبب نجاحه ورزقه بترزي مهاود عمل له من أقمشة التنجيد ملابس مضحكة، كانت سبب نجاحه، وأخيراً رزقه بجمهور عبيط كان سبب نجاحه. إن الله يرزق من يشاء بغير حساب».
- عبدالرحيم ليس هو نتاج مرحلة، كما يقول
المثقفون، ولا هو مؤامرة على الفن المصري،
ولا «مزقوق» على الحياة الفنية كي يدمّرها،
بل هو نتاج طبيعي، لحركة المجتمع والكون.