مسلسل يجسّد حيــاة «دينامو» الثورة الفلسطينية.. وصـديق أميركا
كشف الفنان السوري تيم حسن عن اختياره لتمثيل دور المناضل الفلسطيني الراحل علي حسن سلامة في مسلسل تلفزيوني يتوقع أن يثير جدلاً كبيراً يحمل اسم «أبوحسن سلامة»، نظراً لما اتسمت به شخصية سلامة من الجمع بين التناقضات واختلاف الروايات حوله، حيث وصف بالثراء الفاحش والوسامة والجاذبية، والارتباط بالجميلات، في الوقت الذي نسبت اليه المسؤولية عن أخطر العمليات الفلسطينية في السبعينات من القرن الماضي، بينما اتهم من قبل خصومه الفلسطينيين بالاقتراب من الأميركيين الى الحد الذي اتهم فيه بإقامة علاقة غامضة بالمخابرات المركزية الأميركية.
وقال الفنان تيم حسن على حسابه الشخصي على موقع الصور «إنستغرام» بهذا الصدد: «أنا سعيد لأنني سأمثل شخصية (الأمير الأحمر) حسن سلامة، سيرة ذاتية هي الثالثة بعد مشاركتي في مسلسل عن نزار قباني والملك فاروق».
علي حسن سلامة هو ابن الشهيد الفلسطيني حسن سلامة، أحد أبرز قادة «جيش الجهاد المقدس» في حرب 1948 الذي قاتل الاسرائيليين ببسالة حتى اللحظة الأخيرة، وقد انضم الى صفوف الثورة الفلسطينية، وتحديداً منظمة فتح، حين كان لايزال طالباً بالكويت عام 1965، ثم تولى قيادة جهاز الرصد الثوري داخل منظمة فتح عام 1968، ثم أصبح مسؤولاً عن العمليات الخاصة ضد المخابرات الاسرائيلية عام 1970.
روايات عدة
تنوعت الروايات حول أبوحسن سلامة في مختلف الجهات العربية والعبرية والغربية، فنسبت اليه عمليات مسلحة عدة، مثل مقتل ضابط الموساد الاسرائيلي عمير شتوري، وعملية ميونيخ التي اغتيل فيها رياضيون إسرائيليون مطلع السبعينات، وأعلنت «منظمة أيلول الأسود» مسؤوليتها عنها، وعملية الايقاع بأمينة المفتي في لبنان، والتي كانت تتجسس على المنظمات الفلسطينية، وقد اتهمته روايات بصلة ما بالمخابرات الاميركية، لكن عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ممدوح نوفل نفى هذه التهمة في فيلم وثائقي، وأكد أنه كان مكلفاً بفتح خطوط مع مخابرات العالم لمصلحة الثورة، كما أن روايات اسرائيلية أقرت برفضه التجنيد من قبل الـ«سي آي إيه» نظير مبلغ وصل الى 300 ألف دولار شهرياً، وقد لاحقت إسرائيل سلامة طيلة حياته بعمليات متواصلة انتهت باغتياله في يناير 1979.
وقال القاص والناقد الفني محمد خيرالله إن التفكير في عمل فني عن علي حسن سلامة ليس جديداً، فقد جرت محاولات كثيرة من قبل، وأنتج عنه فيلم تسجيلي بعنوان (قاهر الموساد الاسرائيلي)، لأن شخصية سلامة المثيرة للدهشة لا تسير في خط واحد، مثل بقية حياة المناضلين الفلسطينيين، فهو عرف بثرائه الفاحش، وأسلوب حياته الأقرب للمغامرة منها للثورة، كما جعلت وسامته من شخصه مادة للحديث عن المغامرات النسائية، وتوّج ذلك بزواجه من الفنانة جورجينا رزق، كما أنه نسب اليه أمران متعاكسان تماماً، المسؤولية عن أخطر العمليات الفلسطينية التي وجهت ضد الاسرائيليين من جهة، والعلاقة بالاميركيين من جهة أخرى، أضف الى ذلك علاقاته بأجهزة المخابرات المعقدة، وخلافاته مع قادة الثورة الفلسطينية، مثل صلاح خلف (أبوأياد)، بالرغم من مسؤوليته عن إنشاء القوة 17 المسؤولة عن حماية الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأضاف «كل هذه التعقيدات تصلح للتناول في عمل درامي، أكثر مما تصلح لكتاب سياسي أو تاريخي، لأن التوثيق الصارم يكاد يكون مستحيلاً وسط هذه التشابكات».