6 حسناوات عربيات «افتراضيات» يخترقن الجيش الإسرائيلي
أثارت واقعة اختراق ست حسناوات عربيات افتراضيات لهواتف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، حالة من الهلع في الدوائر الإسرائيلية، وفي حين أقرت تل أبيب بنجاح الاختراق، وإتقانه لنسب صور حسناوات للشخصيات الافتراضية التي ابتدعها، إلا أنها نسبت الاختراق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقالت دوائر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنها «أحبطته للمرة الثالثة»، وإنها «على علم به منذ شهور عدة»، وإن «المتابعة الإلكترونية جارية لمعالجة الموقف».
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن «الجيش الإسرائيلي دمّر ثالث شبكة تقيمها (حماس)، حيث قدم مخترقون فلسطينيون عبرها أنفسهم بوصفهم حسناوات يقمن بإغراء الجنود الإسرائيليين عبر وسائل التواصل، ليحصلوا على معلومات استخبارية عن الجيش الإسرائيلي»، وقالت الصحيفة إن «شبكة الإغراء، في محاولتها الثالثة، قد تطورت كثيراً بعد أن تم كشفها في مرتين سابقتين، حيث تم استخدام (تليغرام)، علاوة على منصات (فيس بوك) و (واتس أب) و(إنستغرام) في المرة الأخيرة».
وقال الجيش الإسرائيلي إن «الأفراد الذين قاموا بعملية التغرير بالجنود طوّروا طرائقهم في أساليب فتح أحاديث مع الجنود الإسرائيليين، وبدأوا يرسلون رسائل صوتية نسائية بحيث يصدقهم الجنود».
وحدّد الجيش الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، ست شخصيات نسائية ابتدعها المهاجمون الإلكترونيون لتحقيق الاختراق، حيث قدموا أنفسهم للجنود كمهاجرات جديدات لا يستطعن التقاط العبرية جيداً والتحدث بها، حتى لا يتم اكتشاف فرق اللهجة العبرية أثناء الحديث، وأسماؤهن هي: سارة اورلوفا، ماريا جاكوبوفا، ايدن بن عزرا، نوا دانون، يائيل ازوليه، وربيكا ابوكسيس. وقدم المخترقون، زيادة في إقناع الجنود الذين تم الإيقاع بهم، صوراً ممنتجة لهذه الشخصيات النسائية، يستحيل الحصول على أصل لها في الواقع.
وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إن «الشبكة استخدمت ثلاثة تطبيقات جديدة، هي: (جريكس آب)، و(زاتو آب)، و(كاتش آند سي)، وإنه على عكس التطبيقات القديمة، فإن الجديدة غير متاحة على «أب ستور»، ويمكن تنزيلها فقط من تطبيقات يرسلها المشغل الفلسطيني للجندي الإسرائيلي، وقبل التنزيل يسأل التطبيق الجندي عن إعطائه تصريحاً بالدخول إلى تطبيقات أخرى على جهازه، بما في ذلك التطبيقات التي تستخدم الكاميرا وتحديد المكان، وبعد التنزيل يتحول إلى أيقونة، لكن في حال الضغط عليها ثانية لاستحضارها، تعطي إشارة بأن (الرسالة خطأ)، وتبدو كما لو كانت ألغيت من الهاتف، لكن رغم الإلغاء الظاهري، يكون هناك فيروس يواصل عمله بعد اختراق الهاتف، متابعاً المشغل الفلسطيني بالمعلومات، ومعطياً له سيطرة تامة على جهاز الجندي الإسرائيلي، بما في ذلك الصور والمكان والرسائل وقائمة الاتصالات والميكروفونات، والمواد التي يستمع إليها كمحادثات أو يسجلها، والصور التي يلتقطها».
وتابع الجيش أن «الشبكة الجديدة، على عكس المحاولتين السابقتين، امتلك مشغلوها القدرة على تنزيل الملفات الموجودة على هاتف الجندي أو الضابط الإسرائيلي، وعلى الوصول إلى الـ(جي بي إس )، حيث يتابعون حركة حامل الهاتف وموقعه، وعند هذه النقطة، يمكن للفتاة المزعومة، أو بالأدق المشغل، أن ينهي علاقته بالجندي أو الضابط الإسرائيلي».
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه «كان على دراية تامة بالاختراق الفلسطيني منذ أشهر، لكنه تركه يستمر ليتعرف إلى كل جوانبه، ويسيطر عليه تكنولوجياً بالكامل».
وأقر ناطق عسكري إسرائيلي بأنه «منذ 2018 فإن مئات من الأشخاص المشكوك فيهم يقتربون من جنود الجيش الإسرائيلي على الشبكات الإلكترونية»، حيث ينتحلون عبر الشبكة الإلكترونية هويات نسائية للإيقاع بالجنود، وأنه «في يناير الماضي أفشلت إسرائيل محاولة للاختراق في عملية أطلقت عليها اسم (شبكة الصائد)، وفي مارس الماضي أفشلت اختراقاً في عملية مضادة أخرى سمتها (كاسر القلوب)، بينما سميت مواجهة الاختراق الأخيرة بـ(عملية الانتعاش)».
وقال رئيس وحدة أمن العمليات في الجيش الإسرائيلي الكولونيل (ر) لـ«بوست»، إن «الجيش الإسرائيلي لم يفاجأ بمحاولة إغواء جنوده عبر فتيات مزعومات، ولن تكون هذه هي المرة الأخيرة، وإنه لم تحدث خسارة للأمن القومي الإسرائيلي، وإن الجنود الذين تم اختراق هواتفهم كانوا إما مجندين أو من رتب بسيطة، وقد تم استدعاؤهم لشل الفيروس في هواتفهم».
وكرّر الجيش الإسرائيلي تحذيراته التقليدية لجنوده، بألا «يقبلوا طلبات صداقة إلا من أشخاص يعرفونهم، وألا يعطوا معلومات مصنفة لأي شخص عبر الشبكة الإلكترونية، وأن ينزلوا التطبيقات الإلكترونية من (أب ستور) الأصلي فقط وليس من أي روابط، وأن يخبروا قادتهم أولاً بأول عن أي روابط أرسلت اليهم».
- الشبكة استخدمت ثلاثة تطبيقات
غير متاحة على «أب ستور»،
ويمكن تنزيلها فقط من تطبيقات
يرسلها المشغل الفلسطيني للجندي الإسرائيلي.
- الجيش الإسرائيلي دمّر ثالث شبكة تقيمها «حماس»، حيث قدّم مخترقون فلسطينيون عبرها أنفسهم بوصفهم حسناوات يقمن بإغراء الجنود الإسرائيليين عبر وسائل التواصل، ليحصلوا على معلومات استخبارية عن الجيش الإسرائيلي.