رئيس المكسيك يُجبر رجال الأعمال على شراء تذاكر في «يانصيب» وطني
جرّب الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، كل الوسائل الممكنة ليبيع طائرته الرئاسية، فقد عرضها في البداية للبيع في أميركا، لكنها لم تجلب السعر الذي يرغب فيه، ثم عرضها مرة أخرى في بلاده في «يانصيب»، ولكن أيضاً يبدو أن الاقبال على الـ«يانصيب» كان ضعيفاً للغاية، فلجأ الى طريقة ماكرة مبتكرة تتمثل في دعوة القيادات الرأسمالية في البلاد لوليمة في القصر الرئاسي، ووزع مع الوليمة نموذجاً جاء فيه «أتعهد بأن أشارك باختياري في شراء تذاكر لمصلحة الـ(يانصيب) الوطني، ومن أجل دعم المستشفيات، وشراء الأجهزة الطبية بما يعادل..... والاختيار للتبرع من بين المبالغ الأربعة التالية: 20 مليون بيزوز (مليون دولار)، 50 مليون بيزوز، 100 مليون بيزوز، أو 200 مليون بيزوز».
ويعلم قادة الأعمال الذين تمت دعوتهم للوليمة أن لوبيز أوبرادور كان يخطط للحصول على دعم لما وعد به في البداية، وهو إشراكهم في السحب على الطائرة الرئاسية، التي تقدر قيمتها بـ130 مليون دولار، والتي لم يتمكن من بيعها. لكنهم فوجئوا بمدى سعة حيلته ومكره الفاضح.
ليّ ذراع الأثرياء من قبل السياسيين ليس أمراً جديداً، على الرغم من أن أوبرادور كان يبذل قصارى جهده لكي لا يكون عشاؤه «المتقشف» مثل فخ مأدبة «المليارديرات» الذي نصبه الرئيس كارلوس ساليناس في عام 1993، عندما دعا قادة الأعمال إلى وجبة سرية ليجبر خلالها كل واحد منهم على التعهد بدفع مبلغ 25 مليون دولار لحملة حزبه الانتخابية.
ولطالما انتقد الرئيس «مافيا السلطة» التي تشجع على الفساد وعدم المساواة، إلا أنه كان يوزع الابتسامات على الحضور في هذا القصر، الذي بناه في القرن السادس عشر الغازي الإسباني، هيرنان كورتيس، ويجلس إلى جانب أغنى رجل في البلاد، قطب الاتصالات، كارلوس سليم، والمليارديرة وريثة مصانع الجعة، ماريا أسونسيون أرامبوزابالا. وعلى الرغم من عدم الثقة المتبادل بين الرئيس ومدعوّيه، فقد نجح حتى الآن في تأمين دعمهم الشعبي من أجل التحول الاقتصادي والأخلاقي في البلاد، لكن الاستثمار لايزال معلقاً إلى حد كبير، والشركات التجارية حذرة من الحكومة.
وفي حين أن جدول أعمال بعض قادة الأعمال مزدحم للغاية، أو كانوا مسافرين، ابتلع العديد ممن كانوا في البلاد مخاوفهم خشية من أن تخلق لهم الحكومة مشكلة، إن هم لم يلبوا دعوتها. وينفي أوبرادور أن تلجأ حكومته إلى مثل هذه الحيل القذرة، إلا أن تكتيك تذكرة السحب، الذي شبهه المعلقون بـ«ادفع أو ترحم على روحك»، كما يفعل لوردات المخدرات، ترك لديهم مذاقاً مريراً. «لقد شعر الكثيرون بعدم الارتياح من ذلك»، كما اعترف أحد كبار الأعضاء في أكبر تجمع لرجال الأعمال في المكسيك، تم إنشاؤه في سبعينات القرن الماضي، لمواجهة السياسات العدائية للرئيس آنذاك، لويس إيشفيريا.
لم يتبرع الجميع في العشاء، إلا أن الرئيس قال إنه حصل على تعهدات بقيمة 80 مليون دولار تجاه سيارات الإسعاف وأجهزة الأشعة السينية، وغيرها من المعدات للمستشفيات. ولاتزال آلية الدفع المحددة غير واضحة (التبرعات للمؤسسات معفاة من الضرائب، ولكن شراء تذاكر السحب في اليانصيب ليست كذلك).
- لم يتبرّع الجميع في العشاء، إلا أن الرئيس قال إنه حصل على تعهدات بقيمة 80 مليون دولار تجاه سيارات الإسعاف وأجهزة الأشعة السينية، وغيرها من المعدات للمستشفيات.