اتهامات بالعنصرية لـ «سياسية وحقوقية بارزة» في السودان بعد معركة على «فيس بوك»
تسبّب تعليق سلبي على «فيس بوك» لسياسية سودانية بارزة، على صورة تجمع شاباً سودانياً مع أوروبية، في معركة على وسائل التواصل والصحافة بالسودان، وفي حين حذفت السياسية التعليق، الذي وصف بالعنصرية، واعتذرت للشاب صاحب الصورة وللمتابعين، تواصلت تداعيات الأزمة متخذة منحى سجالياً، بعد أن تحولت إلى معركة سياسية.
وكانت القيادية في الحزب الشيوعي السوداني ومنسقة «مبادرة لا لقهر النساء» والحاصلة على جائزة «الدفاع عن الشعوب المهددة» الدولية، الدكتورة إحسان فقيري، قد اشتبكت على صفحتها على «فيس بوك» مع شاب ظهر في صورة مع أوروبية و«أساء للفتيات السودانيات»، بحسب رواية فقيري، الأمر الذي دفعها إلى الرد عليه بقولها: «يمكن الخوجاية دايرة تعرف الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد»، في إشارة للصورة التي تجمعه بالأوروبية.
وأثار توصيف فقيري الذي اتهم بالعنصرية، ردود أفعال غاضبة على نطاق واسع، فقامت بحذفه على الفور، وقدمت اعتذارها للشاب والمتابعين، مبررة ما كتبته بالقول إن «تعبيرها جاء في اطار استفزازها من سخرية الشاب من الفتيات السودانيات»، ومعترفة بأن «ردها كان خطأ حتى لو لم يكن عنصرياً»، وأنها «كان يمكنها توجيه الشاب ولفت نظره الى خطأ أسلوبه بدلاً من ذلك».
وتابعت فقيري: «عرفت لاحقاً أن صورة الشاب التي تجمعه مع الأوروبية لم تكن تخص الشاب الذي كلّمني، لكنني في كل الأحوال اعتذر للشخص صاحب الصورة».
وقالت فقيري إن بعض الناس لم ترَ التنمر الذي وقع في المحادثة مع الشاب بشأن المرأة السودانية، لكنهم رأوا فقط الخطأ الذي ارتكبته هي في الرد.
ورداً على الدعوات المنادية بسحب «جائزة الشعوب المهددة» منها، قالت فقيري: «أنا لم أنجز ما فعلته من نضالات حقوقية في حياتي من أجل الحصول على جائزة، ولا وقفت أمام سفارات ليتم منحي إياها، وإذا رأى ناس الجائزة أنني عنصرية، ولم يتفهموا ما حدث بأبعاده السياسية والنسوية والاجتماعية، وقرروا سحبها، فلن يغير هذا شيئاً من الأمر بالنسبة لي»، وختمت فقيري «إنني قررت أيضاً الانسحاب من مبادرة «لا لقهر النساء».
وكان شاب يدعى وائل بوش قد ظهر في «يوتيوب» سابق لبيان فقيري، كشف عن أنه صاحب الصورة الحقيقي، التي تجمع شاباً سودانياً مع أوروبية، وأن الصورة المشار اليها اختطفت من قبل هاكر بحسب روايته استخدمها في صفحة مزورة، لكن بوش أصر رغم ذلك، على مواصلة الهجوم على فقيري، ووصفها بالعنصرية.
بدوره، رفض المكتب التنفيذي لمبادرة «لا لقهر النساء» استقالة فقيري، مشيراً الى اكتفائه بـ«اعتذارها» للشاب وللمجتمع السوداني، كصيغة لإنهاء الموقف.
في السياق ذاته، قال ناشط سوداني مقيم بالقاهرة حجب اسمه لـ«الإمارات اليوم»، إن «أزمة فقيري تم تسييسها أكثر مما ينبغي، وذلك لأن قوى الثورة المضادة كلما وجدت شرارة سعت لأن تصنع منها حريقاً». وتابع «أخطأت فقيري بلاشك، لكنها اعتذرت بوضوح عما قالت، كما أننا نعرف جميعاً بحكم تاريخها ونضالاتها أنها لا يمكن ان تكون عنصرية، هناك أطراف ظهرت على الاعلام مخلصة في انتقادها، هذا حقها، لكنّ هناك اطرافاً أخرى تسعى لوصم كل من شارك في الثورة بأي صفة سلبية».
الجدير بالذكر أن الدكتورة إحسان فقيري، الاستاذة بكلية الطب، هي أيضاً من قيادات الاتحاد النسائي السوداني، ومن مؤسسي «تجمع المهنيين السودانيين»، وقد تعرضت مرات عدة للاعتقال في حياتها.