الرئيس عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية.. وإسداء «معروف شخصي لطغاة يحبهم»
بولتون: ترامب طلب من الصين المساعدة على الفوز بانتخابات 2020
في تصوير محرج لأحداث دارت في الكواليس، اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون الرئيس دونالد ترامب بارتكاب أخطاء فادحة، منها أنه طلب صراحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ المساعدة في انتخابه لفترة ثانية.
وقال بولتون أيضاً إن الرئيس الأميركي عبّر عن استعداده لوقف تحقيقات جنائية، وإسداء «معروف شخصي لطغاة يحبهم»، وذلك وفقاً لما ورد في مقتطف نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» من كتاب بولتون «من قاعة الحدث.. مذكرات من البيت الأبيض».
ويعد بولتون أحد صقور السياسة الخارجية الأميركية، وقد أقاله ترامب في سبتمبرالماضي في خضم خلافات حول السياسات.
وقال ترامب لقناة «فوكس نيوز» في مقابلة منفصلة، إن بولتون خرق القانون بإدراجه معلومات في غاية السرية في الكتاب. وتصور المقتطفات رئيساً يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية، أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.
وبرأ مجلس الشيوخ الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون ساحة ترامب في أوائل فبراير، وكان ترامب يواجه اتهامات بتعليق مساعدات عسكرية لأوكرانيا العام الماضي، للضغط على رئيسها فولوديمير زيلينسكي كي يكشف عن معلومات تضر بمنافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن.
وقال بولتون في مقتطفات من الكتاب نشرتها «وول ستريت جورنال» أول من أمس: «لو لم ينشغل الديمقراطيون المؤيدون للمساءلة بقضية أوكرانيا في 2019، ولو أنهم استغلوا الوقت في التقصي بأسلوب أكثر منهجية في مسار ترامب في مجمل سياساته الخارجية، لربما جاءت نتيجة المساءلة مختلفة تماماً».
إحجام
ويشير منتقدو بولتون إلى أنه أحجم عن الشهادة في استجواب بمجلس النواب، في وقت ربما كان حديثه فيه في غاية الأهمية.
وشن النائب الديمقراطي آدم شيف، الذي قاد فريق الادعاء في قضية مساءلة الرئيس الجمهوري ترامب، هجوماً على بولتون الذي هدد في ذلك الوقت بأنه «سيقيم دعوى قضائية إذا استُدعي للمثول أمام لجنة التحقيق».
وقال شيف في حسابه على «تويتر»: «لقد فضل الاحتفاظ بالمعلومات من أجل كتاب.. بولتون ربما كان مؤلفاً، لكنه يفتقر للحس الوطني».
غير أن كتاب بولتون يقدم ذريعة جديدة لمنتقدي ترامب قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل، بما في ذلك حوارات منسوبة لترامب مع الرئيس الصيني، تطرقت في إحدى المرات لموضوع الانتخابات الأميركية.
وفي أشد تصوير مشوّه لإدارة ترامب من جانب شخصية كانت تعمل بها يوماً كتب بولتون: «ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة بالولايات المتحدة، ملمّحاً إلى قدرة الصين الاقتصادية، ومناشداً شي أن يعمل على فوزه».
وقال بايدن في بيان «إذا صدقت هذه الروايات، فإنها لن تكون بغيضة أخلاقياً وحسب، بل تمثل انتهاكاً لواجب دونالد ترامب المقدس أمام الشعب الأميركي».
وقال الممثل التجاري الأميركي روبرت لا يتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ، إن رواية بولتون «غير صحيحة على الإطلاق». وتابع قائلاً «كنت حاضراً في الاجتماع. لا أتذكر شيئاً بهذا الجنون؟ بالقطع كنت سأتذكر». وأضاف «من المؤكد أن هذا لم يحدث قط في الاجتماع. هذا جنون مطلق».
ورفعت الحكومة الأميركية دعوى لمنع بولتون من نشر الكتاب، مشيرة إلى مخاطر تمس الأمن القومي، وهي تسعى إلى انعقاد جلسة بالمحكمة اليوم (الجمعة).
ورفضت دار النشر سايمون آند شوستر الاتهامات، وقالت إنها وزعت بالفعل «مئات الآلاف من النسخ».
واستشهد بولتون بعدد لا يحصى من المحادثات التي أبدى فيها ترامب «سلوكاً غير مقبول على الإطلاق على نحو قوض شرعية الرئاسة ذاتها».
وعلى الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحافيين، نسب كتاب بولتون للرئيس الأميركي تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف، فخلال اجتماع انعقد في نيوجيرزي في صيف 2019 قال ترامب حسب رواية بولتون، إن الصحافيين يجب إيداعهم السجون، حتى يكشفوا عن مصادرهم: «هؤلاء يجب إعدامهم، إنهم حثالة»، حسبما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة «واشنطن بوست».
- قال ترامب حسب رواية بولتون إن الصحافيين يجب إيداعهم السجون، حتى يكشفوا عن مصادرهم: «هؤلاء يجب إعدامهم، إنهم حثالة».
- تصور مقتطفات الكتاب رئيساً يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية، أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news