ميركل وفون دير.. صديقتان تتوليان قيادة أوروبا
علاقة وثيقة تربط بين رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، رئيسة المجلس الأوروبي المقبلة، والمستشارة الألمانية الحالية، أنغيلا ميركل، كلتا المرأتين ألمانيتان ولهما تاريخ طويل من الخبرة السياسية، وترتبطان بعلاقة صداقة، أوعلاقة الطالب بالمعلم كما يحلو لبعض المحللين أن يصفوا العلاقة بينهما. موطن أورسولا فون دير لين هو بروكسل، حيث قضت في هذا المكان أول 13 عاماً من حياتها، وتقول: «بالنسبة لي، تمثل الرحلة إلى بروكسل، إلى حد كبير، الشعور بالعودة إلى الوطن»، لكنها كثيراً ما تحنّ إلى موطنها الأصلي ألمانيا.
ويقع منزل فون دير لين على مساحة 25 متراً مربعاً (270 قدماً مربعة)، في مقر المفوضية الأوروبية بروكسل، وتسكن فون دير لين في شقة صغيرة متصلة بمكتبها عبر باب غير ملحوظ بجوار خزانة جانبية، تقضي أحياناً عطلة نهاية الأسبوع في برجدورف، بالقرب من هانوفر، حيث تعيش عائلتها. ثم هناك برلين حيث كانت فون دير لين وزيرة لمدة 14 عاماً. من الناحية الفكرية، هذا أيضاً، إلى حد ما، منزلها، خصوصاً عندما تكون على الهاتف مع ميركل.
خلال تلك المكالمات، تستمتع الاثنتان بالدردشة، حيث ترغب فون دير لين في معرفة ما تمت مناقشته في الإفطار من قبل الوزراء المنتمين إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني، وحزبهم الشقيق البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، قبل اجتماعات مجلس الوزراء. وتقول: «حتى اليوم، أفتقد ضجة برلين»، وتريد ميركل أن تعرف من صديقتها ما يفكر فيه الداخل الأوروبي، وتتراسل الاثنتان برسائل نصية كل يوم.
ولفترة طويلة، تربط بين ميركل (65 عاماً)، وفون دير لين (61 عاماً) علاقة تشبه العلاقة بين المعلم والطالب. عندما أصبحت ميركل مستشارة في عام 2005، كان ينظر إليهما على أنهما فريق متجانس، لكن تراجعت العلاقة عندما لم تسمِّ ميركل صديقتها فون دير لين رئيسة للبلاد في عام 2010، كما توقعت. وفي وقت لاحق، بعد أن أصبحت فون دير لين وزيرة للدفاع، كان على ميركل أن تعترف أنها مثل أسلافها، لم تكن هذه المرأة قادرة على السيطرة على الوزارة.
واعتباراً من الأول من يوليو، قد تزيد أواصر الصداقة بين المرأتين، فهذا هو الوقت الذي ستتولى فيه ألمانيا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي لمدة نصف عام. ومن هذه النقطة، ستقود هاتان المرأتان الألمانيتان الاتحاد الأوروبي.. امرأتان لديهما تاريخ مشترك طويل، وعلاقات تاريخية مع أوروبا.
سيكون من الصعب عليهما أن تأتي الرئاسة الألمانية للمجلس في وقت يعيش الاتحاد الأوروبي أضعف أوقاته: الانقسامات الداخلية، خروج بريطانيا، صراع بين الصين واميركا الذي همّش أوروبا، وأزمة «كوفيد-19». تتحدث فون دير لين عن صديقتها ميركل قائلة: «تعرف المستشارة أنه عندما يكون لدي مهمة، فإنني أنفذها في الحال».