أطلق عليها السوريون لقب «سيدة الياسمين»

أسماء الأسد تدعم زوجها بكل السبل

صورة

ظلت السيدة السورية الأولى، أسماء الأسد، تلعب دوراً مهماً في دعم زوجها، الرئيس بشار الأسد، وظلت تقف إلى جانبه منذ بداية الحرب الأهلية في بلاده، فمن أسماء الأسد؟

ظلت الصحافة تشير في السنوات الأخيرة إلى أنها تمثل كل شيء من «الوجه الأنثوي لديكتاتورية الأسد»، إلى «السيدة الوحش» إلى «سيدة الياسمين»، ولكن من أسماء الأسد؟ وما الدور الذي لعبته في إراقة الدماء؟

يقول مدير حملة «سورية في واشنطن»، كنعان رحماني، إن «الأدوار العامة لأسماء الأسد كانت بمثابة دعاية لها وجوانب إنسانية زائفة، ولكن من المفهوم على نطاق واسع أنها كانت أكثر ارتباطاً بقرارات زوجها السياسية»، ويضيف: «لقد عززت أيضاً صورة النظام، وتغذي دعايته التي تظهرها هي وزوجها بشار كسوريين وطنيين، حادبين على الإنسانية، ويعملان لخدمة شعبهما».

ولادة راقية

ولدت أسماء الأخرس في المجتمع الراقي بالعاصمة البريطانية عام 1975، وهي الابنة الوحيدة لطبيب أمراض قلب سوري وأم دبلوماسية سورية، ويناديها أصدقاؤها باسم «إيما». تخرجت الأخرس في كلية كينغز عام 1996 بدرجة البكالوريوس في الأدب الفرنسي وعلوم الكمبيوتر، قبل الدخول في عالم الخدمات المصرفية الاستثمارية، لكن في الوقت الذي كانت تستعد للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، تزوجت من بشار - أحد معارفها الذين قابلتهم قبل سنوات - في حفل سري بدمشق في ديسمبر 2000.

كان الزوجان يعتبران من الشباب الإصلاحيين الجدد، الذين سيوجهون سورية إلى مستوى جديد من التقدم والعلمانية، حيث إن أسماء تدعم بنشاط حظر الحجاب في المؤسسات التعليمية، وتقوم بزيارات للكنائس والأقليات الدينية الأخرى.

التغيير المنتظر لم يحدث

ويقول عضو مجلس إدارة شركة البحوث السورية، سعد شرع: «زواج بشار من فتاة سنية خلق انطباعاً بين السوريين بأن تغييراً يمكن أن يحدث في السياسة الطائفية للنظام، وأن تلعب هذه المرأة دوراً إيجابياً في هذا الخصوص»، ويضيف: «لكنّ العكس هو ما حدث».

عقدت أسماء أيضاً علاقات مع مجتمع هوليوود قبل أقل من عامين من اندلاع ثورة 2011. وكتبت عنها مجلة «فوغ» الأميركية موضوعاً بعنوان «وردة الصحراء»، إلا أن ذلك العدد تمت إزالته من الرفوف لفشل صاحبة الموضوع في معالجة انتهاكات زوجها لحقوق الإنسان وحكمه الاستبدادي، وتحدثت السيدة الأولى في ذلك العدد عن استضافتها للممثلة الأميركية أنجلينا جولي وزوجها براد بيت، في العاصمة السورية دمشق، لكن كل ذلك انتهى عندما تحولت الاحتجاجات السلمية أوائل عام 2011 في بلادها إلى صراع مرير محتدم حتى يومنا هذا.

في الأشهر الأولى من الانتفاضة، لم تُجرِ أي مقابلات، ولم تظهر في المناسبات العامة سوى في عدد قليل من المرات، ثم في أوائل عام 2012 قام الاتحاد الأوروبي بتجميد أصولها وحظرها من السفر. وبصفتها مواطنة في المملكة المتحدة، فإن أسماء قادرة على زيارة بلد ميلادها، وبالتالي كانت موضوعاً للعديد من الحملات والدعوات لوزارة الداخلية البريطانية لإلغاء جنسيتها. ويؤكد بعض القادة البريطانيين أن هناك مجالاً أكبر للتفاوض إذا بقيت مواطنة، في حين يدعي آخرون أنها لاتزال لديها «لوبي» قوي من الدعم.

وبعد أن تم فرض عقوبات عليها مباشرة، ظهرت هي وزوجها عند التقاط صورة مع الجنود السوريين في ساحة المعركة، ما يشير إلى ظهور أسماء للمرة الأولى بالقرب من خطوط الجبهة. قد تكون هذه الخطوة الجريئة مجرد البداية للسيدة الأولى، التي تبلغ الآن 45 عاماً، والتي يتوقع الخبراء زيادة نفوذها في الوقت الذي يستعيد النظام المزيد والمزيد من الأراضي.

لم تكن تؤيد القتل

يقول مستشار حكومة الرئيس بشار الأسد المنشق منذ فترة طويلة ورئيس منظمة المسيحيين السوريين غير الربحية من أجل السلام، أيمن عبدالنور: «في البداية، لم تكن أسماء تؤيد القتل والفظائع الجماعية، لكن بعد أن تسربت رسائل البريد الإلكتروني حول علاقة زوجها بنساء في محيطه، سمعنا أنها تريد المغادرة مع أطفالها، لكن الجيش لم يسمح لهم بالذهاب»، ويضيف: «ثم جاء والدها وأبرم صفقة تستطيع من خلالها لعب دور السيدة الأولى النشطة في الحكومة، وفي المقابل ستدعم الرئيس بحبها وابتسامتها، لكنها لم تستطع الحصول على هذا اللقب رسمياً إلا بعد أن توفيت والدة بشار، السيدة الأولى السابقة».

بعد عام 2016، أصبحت أسماء شخصاً مختلفاً، وشاركت في جميع الاجتماعات والحكومة، والمنظمات غير الحكومية، وفي أغسطس 2018، أُعلن أن أسماء بدأت علاجاً من سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، وأصبح حسابها على «إنستغرام» مزيناً بصور من الأوشحة الملونة ملفوفة حول رأسها بعد العلاج الكيميائي، وبعد عام تقريباً من هذا الإعلان أعلنت أنها خالية من السرطان، وبينما شاركت في اليوم العالمي للتوعية بسرطان الثدي، وأثنت على المستشفيات السورية لرعايتها واهتمامها بأفراد الشعب، لم تفعل هذه المشاعر سوى القليل لتحسين صورتها الدولية، بالنظر إلى أن النظام ظل يقصف بشكل منهجي المنشآت الطبية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة طوال فترة الحرب.


- بصفتها مواطنة بريطانية، فإن أسماء الأسد قادرة على زيارة بلد ميلادها، وبالتالي كانت موضوعاً للعديد من الحملات والدعوات لوزارة الداخلية البريطانية لإلغاء جنسيتها.

- بعد أن تم فرض عقوبات عليها مباشرة، ظهرت هي وزوجها عند التقاط صورة مع الجنود السوريين بساحة المعركة، ما يشير إلى ظهور أسماء للمرة الأولى بالقرب من خطوط الجبهة.

 

تويتر