الملك خوان كارلوس ولد في المنفى.. واختاره ليكون ملاذه من الفضائح
تكهنت وسائل إعلام إسبانية عدة عن مكان وجود ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، بعد إعلانه المفاجئ يوم الإثنين أنه سيغادر البلاد في أعقاب فضيحة مدوية. وأعلن الملك، البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يخضع لتحقيق في الفساد، عن تلك الخطوة في رسالة على الموقع الإلكتروني الملكي. ولم تذكر تلك الرسالة تفاصيل عن وجهته، لكن بعض التقارير تشير إلى أنه ذهب إلى جمهورية الدومينيكان. ومع ذلك، أكد مسؤولون من تلك الجمهورية أنه ليس لديهم أية معلومات عن قدومه.
وقالت متحدثة باسم دائرة الهجرة بالدولة الكاريبية إنه لم يدخل البلاد رغم التقارير التي تفيد بأنه وصل يوم الثلاثاء. لكنها قالت إنه كان هنا لبضعة أيام من أواخر فبراير إلى أوائل مارس. ويقول رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إنه لا يعرف مكان الملك السابق. وذكر خوان كارلوس في رسالته إنه سيكون متاحاً إذا احتاج المدّعون للتحدث معه.
في يونيو فتحت المحكمة العليا الإسبانية تحقيقاً في تورطه المزعوم في عقد قطار فائق السرعة بالمملكة العربية السعودية.
تجاهلت الصحف الإسبانية موضوع خروج الملك خوان كارلوس للعيش في المهجر بسبب مشكلات تتعلق بتلقيه رشاوى، كما أنها لم تتحدث عن وجهته المقبلة، وامتنعت صحيفة «إل باييس» حتى الآن عن التكهن بمكان وجود خوان كارلوس. وفي البرتغال، قالت وسائل إعلام إنه قد يكون في مدينة استوريل أو كاسكايس.
ماذا قال عنه السياسيون الإسبان؟
خاطب سانشيز وسائل الإعلام بعد اجتماع لمجلس الوزراء، وشدد على احترام الحكومة المطلق لقرار خوان كارلوس الانتقال إلى الخارج. وقال إننا في إسبانيا «نحكم على الناس وليس على المؤسسات، فقد ظلت البلاد في حاجة ماسة إلى مؤسسات من أجل الاستقرار والقوة» التي يتمخض عنها «الشفافية والتجديد».
إلا أن خطوة الملك هذه سببت توتراً مع شريك رئيس الوزراء في الحكم، وهو الحزب اليساري، بوديموس. وقالت وزيرة المساواة المنتمية لبوديموس، إيرين مونتيرو، إن بوديموس لم يكن على علم بأي مفاوضات بين الأسرة المالكة والحكومة. وقالت إن رحيل خوان كارلوس ترك العائلة المالكة الإسبانية في «موقف حساس للغاية»، وإن شعب إسبانيا «لن يقبل المزيد من الفساد أو الإفلات من العقاب».
من هو خوان كارلوس؟
عندما أعلن الملك السابق خوان كارلوس أنه سيحزم حقائبه ويتجه إلى المنفى يوم الإثنين، كان يتبع تقاليد عائلية. لن يدرك أحد ذلك أكثر من خوان كارلوس نفسه، والذي ولد أصلاً في المنفى بعد أن فرّ جده ألفونسو الثالث عشر من البلاد في مواجهة الثورة الشعبية في 1931.
ولد في المنفى عام 1938، وتم السماح له بالالتحاق بمدرسة إسبانية في مدريد قبل التحاقه بالجيش والجامعة. وتزوج من الأميرة اليونانية الملكة صوفيا عام 1962. وتولى العرش متعهداً بأن يكون «ملكاً لجميع الإسبان دون استثناء» في نوفمبر عام 1975، وكان فرانكو قد اختاره قبل سنوات من ذلك خليفةً له.
وتجاهل خوان كارلوس أنصار فرانكو، الذين أرادوا تمديد الحكم الأوتوقراطي، ووضع أساس للملكية البرلمانية.
في يوم 24 فبراير من العام نفسه ظهر خوان كارلوس على شاشة التلفزيون الوطني مرتدياً الزي العسكري ليقول إن الانقلاب لن يتم التسامح معه. وفي مقابلة نادرة مع التلفزيون الإسباني في عام 2000، تحدث عن رغبته في «أن تكون الملكية منفتحة وقريبة من الناس، حتى يتمكن العديد من الناس من الوصول إلى الملك والملكة، باختصار، حتى يتمكنوا من رؤيتنا والتحدث إلينا».
- امتنعت صحيفة «إل باييس»، حتى الآن، عن التكهن بمكان وجود خوان كارلوس. وفي البرتغال، قالت وسائل إعلام إنه قد يكون في مدينة استوريل أو كاسكايس.