رئيس الوزراء البلجيكي الجديد رجل خجول وبلا أعداء
بعد انتظار دام 493 يوماً منذ الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، أصبح لبلجيكا رئيس وزراء جديد هو ألكساندر دي كرو. فمن هو هذا الزعيم الجديد؟ يبلغ دي كرو من العمر 44 عاماً، ولكن يمكن القول إنه كان يعمل في السياسة طوال حياته. والده هو هيرمان دي كرو، سياسي مدى الحياة شغل العديد من المناصب الوزارية، وعمل رئيساً للبرلمان الفيدرالي لمدة ثماني سنوات، وترأس حزبه المعروف باسم الحزب الاشتراكي البلجيكي.
يقول دي كرو الأب عن ابنه بكل فخر، إنه يمكنه أن يوحد الفلمنكية والولونية وشعب بروكسل. وقال يوم الأربعاء الماضي إن ابنه «ليس لديه أعداء ويمكنه التعايش مع الجميع». لم يكن تعيين ابنه مفاجئاً له. ومن وجهة نظره، يتمتع ألكساندر دي كرو بخبرة كافية في عالم الأعمال، لكنه أيضاً حقق النجاح على المستوى السياسي، وذلك بفضل قيادته للحزب وشغله منصب نائب رئيس الوزراء.
ظل دي كرو منذ فترة طويلة يقف في ظل والده، وعانى كثيراً عندما دخل عالم السياسة بعد تعليمه في مجال الأعمال، وعمله لفترة قصيرة مستشار أعمال.
حقق دي كرو قدراً من ذاته عندما تولى رئاسة حزبه في عام 2009، وهو المنصب الذي شغله لمدة ثلاث سنوات. كان إنجازه الرئيس خلال ذلك الوقت هو سحب حزبه من الائتلاف الحكومي برئاسة إيف لوتيرم في أبريل 2010، ما تمخض عنه انتخابات في يونيو ترشح فيها لمجلس الشيوخ.
في عام 2012، حل محل زميله وصديقه فنسنت فان كويكنبورن نائباً لرئيس الوزراء، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه رئيساً للوزراء. وأصبح عضواً في الغرفة الفيدرالية بعد انتخابات عام 2014، عندما سجل أعلى عدد من الأصوات الشخصية في شرق فلاندرز.
من 2014 إلى 2018 تم تعيينه وزيراً للتعاون التنموي والأجندة الرقمية، فضلاً عن الاتصالات السلكية واللاسلكية والبريد، وهي وزارة كان والده قد شغلها قبله. وفي عام 2018 انتقل إلى منصب وزير المالية، وهو منصب آخر شغله والده. واليوم، تفوق على والده أخيراً، حيث ارتقى لتولي الوظيفة الوحيدة التي لم يشغلها هيرمان دي كرو نفسه.
أما بالنسبة للرجل شخصياً، فلا يعرف الكثير من عامة الناس عنه شيئاً كثيراً. وهو متزوج ولديه طفلان، لكنه يبدو هادئاً، بل خجولاً، على عكس والده الاجتماعي. ويحيط نفسه بالمتعاونين الأكفاء. من بين أولئك الذين وقفوا إلى جانبه طوال الطريق رئيس بلدية كورتريك الحالي، فان كويكنبورن، ومن المتوقع أن يصبح نائب رئيس الوزراء.
ظل دي كرو منذ فترة طويلة يقف في ظل والده، وعانى كثيراً عندما دخل عالم السياسة بعد تعليمه في مجال الأعمال، وعمله لفترة قصيرة مستشار أعمال.