«إن بي سي» تتراجع عن إذاعته في الـولايات المتحدة خوفاً من نقمة ترامب
مسلسل الدمى «صور طبق الأصل» يثير فزع وسائل الإعـلام الأميركية
أصبح الإعلام الأميركي في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يجرؤ على السخرية من الرئيس، كما هو الحال في دول الديمقراطية الغربية. والدليل على ذلك أن مسلسل الدمى الكوميدي البريطاني «صور طبق الأصل» والذي سخر من قبل على مجموعة من القادة البريطانيين والأميركيين لم يجد ناشراً أميركياً يتمتع بالجرأة لإطلاقه في أميركا، بعد أن تراجعت شبكة التلفزيون الأميركي «إن بي سي» في اللحظة الأخيرة عن تلك الخطوة «خوفاً من الإساءة إلى أصحاب النفوذ» في إشارة إلى ترامب.
هذا المسلسل الساخر الشهير استعرض في بريطانيا من قبل دمية دونالد ترامب، دمية المرشح الأميركي الديمقراطي، جو بايدن، وحتى دمية السيدة الأميركية الأولى، ميشيل أوباما، وغمز من قناة السيدة الحديدية رئيسة الوزراء البريطانية، مارغريت تاتشر، وما يفتقده فريق «صورة طبق الأصل»، على الأقل في الوقت الحالي، هو مذيع أميركي شجاع بما يكفي لعرضه هناك.
عندما فكر الفنان المشارك في إنشاء المسلسل، روجر لو، في إحياء هذه الكوميديا، العام الماضي، أوضح أن أميركا، وليس بريطانيا، ستكون الهدف الأساسي للمسلسل. وقال: «إذا كنت ستلاحق الأوغاد هنا، فيمكنك أيضاً أن تلاحق أكبر الأوغاد هناك».
وأجرى المنتجون محادثات مع العديد من الشبكات وخدمات البث الأميركية، واتفقوا على شروط مؤقتة مع «إن بي سي»، التي احتفظت بحقوق بث المسلسل في الولايات المتحدة في الثمانينات. ومع ذلك، فشلت الصفقة المقترحة قبل ستة أسابيع بعد أن شعر التنفيذيون في الشبكة بالخوف من الملاحقة، وفقاً للمنتج التنفيذي في شركة الإنتاج «أفالون»، جون ثوداي، التي تنتج المسلسل الساخر. ويقول: «إنه عرض صعب للغاية في البيئة الحالية في أميركا، خصوصاً إذا كنت تهاجم الكبار»، ويضيف: «لا يمكنك فعلاً إطلاق هذا المسلسل إلا إذا كنت تريد مهاجمة الجميع، ولهذا يصبح الناس متوترين، يعتقدون أنهم يريدون مشاهدته، ولكن عندما يحدث ذلك ينتابهم القلق»، في إشارة الى الناشرين.
وعلم ثوداي أن هناك «الكثير من التوتر» في الإدارة العليا من قناة «إن بي سي» حول المضي قدماً في العرض، الذي يسخر من السمات الجسدية ومنافقة الشخصيات العامة.
وتحسباً لهذه الصفقة، أنفق فريق «صورة طبق الأصل» مبالغ كبيرة في صنع دمى من المشاهير الأميركيين. وتحتوي النسخة الأميركية على رسومات من العرض البريطاني، بما في ذلك ميغان ماركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والناشطة في المناخ غريتا ثونبرج، مع مواد محلية إضافية لاستبدال بعض الشخصيات عبر المحيط الأطلسي.
«إن بي سي» هي جزء من «كمكاست»، وهي تكتل وسائل إعلام عالمية يمتلك أيضاً التلفزيون المدفوع «سكاي»، واستوديو الأفلام «يونيفيرسال بيكتشرز» وأعمال الموجة عريضة النطاق.
ربما رأى المسؤولون التنفيذيون أن العرض الدعائي البريطاني الساخر بشكل صارخ، والذي تتضمن حلقته الأولى تغريدة يطلقها ترامب من جزء غير متوقع من جسده، لن يروق للعائلة الأميركية الأولى. ويبدو أيضاً أن ردة فعل المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام والتكنولوجيا الذين سخر منهم العرض من قبل، من رئيس شركة «أمازون» جيف بيزوس، إلى رئيس «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، عقّد الأمور أكثر على «إن بي سي».
ويعتقد ثوداي أن «إن بي سي» ربما خافت من رد الفعل السياسي على المسلسل الأصلي عندما اتصل الرئيس الراحل، رونالد ريغان، بالشبكة مباشرة ليشتكي تصويره على أنه أحمق، إصبعه دائماً على الزناد. ويقول: «كان العرض الوحيد في تاريخ أميركا، حيث اتصل بهم الرئيس وطلب إلغاء أحد العروض».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news