كتاب: مصطفى مدبولـــي «لاعب يد» خطفته السياسة من الرياضة
كتاب جديد عن الكواليس السياسية والاجتماعية لنادي الزمالك المصري، ومسيرته في الحقبتين الملكية والجمهورية، على حد سواء، وأماط الكتاب اللثام عن انتماء شخصيات مؤثرة معاصرة للنادي من بينها، وزير دفاع مصر السابق، المشير حسين طنطاوي، ورئيس البرلمان المصري السابق الدكتور فتحي سرور، ورئيس وزراء مصر الحالي الدكتور مصطفى مدبولي، علاوة على بعض العلماء الذين حازوا سمعة عالمية، مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب، والقارئ محمود الطبلاوي، والأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة.
النقلة
واستعرض الكتاب، الذي حمل اسم «دولة الزمالك الكبرى»، الذي أصدره الصحافي سمير الجمل عن مكتبة «جزيرة الورد»، النقلة التي حدثت لنادي الزمالك، بعد تشجيع ملك مصر السابق فاروق الأول له، والذي كان في البداية «أهلاوي صميم»، وذلك مناوشة منه لوزير حربيته حيدر باشا، كما يروي طرفة حصلت بعد هذه النقلة، حيث كان الملك الراحل في مباراة بين الزمالك والأهلي، ففاز الأخير بفارق هدفين، فداعب الملك فاروق الكاتب الأهلاوي الساخر الكبير فكري أباظة، وكان معروفاً بحضور بديهته وسرعة رده اللاذع، وسأله «ماذا ستكتب في الصحيفة غداً يا باشا» فردّ أباظة بسرعة البرق «سأكتب أن الأهلي فاز على فاروق»، فأخذ فاروق المزحة ببساطة، وانفجر ضاحكاً عليها.
وتتبع الكتاب علاقة الزمالك بالسياسة بعد إطاحة الضباط الأحرار بالملكية في يوليو 1952، وإصرار المشير عبدالحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر الناصرية، رغم انتمائه الزملكاوي المعروف على التدخل لإنقاذ النادي الأهلي، بعد أن تعثر في مطلع الستينات وتواصلت نتائجه السيئة، فرشح الفريق عبدالمحسن مرتجى لرئاسة النادي، وأصر على اختياره رغم رفض الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما رشح علي زيوار، وكان عسكرياً أيضاً لتولي إدارة كرة القدم، وظل يتابعهما بدعمه المتواصل، حتى فاز الأهلي بكأس مصر عام 1965، وقال لمرتجى، وهو يوصله بالسيارة إلى منزله «الأهلي ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو الرمز الوطني الذي تأسس في مواجهة الإنجليز».
الانتقال من القديم إلى الجديد
وتنتقل السطور من القديم الى الجديد فتكشف أن العالمين المصريين الدكتور أحمد زويل، والدكتور مجدي يعقوب «زملكاويان»، أما علاء وجمال مبارك فهما يميلان إلى «المصري» و«الإسماعيلي»، على عكس وزير الدفاع المصري السابق المشير حسين طنطاوي، فقد كان يشجع الزمالك بلا مواربة.
ويسرد الكاتب أسماء رفضت الكشف عن انتماءاتها الكروية، مثل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورئيس مجلس الشعب المصري السابق الدكتور فتحي سرور، الذي رفض الإفصاح عن ناديه المفضل رغم التقارير الصحافية المتواصلة، التي وصفته بـ«الأهلاوي».
أما أطرف الأسرار التي كشف عنها الكتاب فهي انخراط رئيس وزراء مصر الحالي الدكتور مصطفى مدبولي في الفريق الرياضي لنادي الزمالك بكرة اليد، وكان مدربه الدكتور كمال درويش، واعتزام مدبولي وقتها الاستمرار في اللعبة، والوصول فيها الى دائرة النجومية، خصوصاً أنه أصبح في سنوات معدودة بطلاً لمصر والعرب وإفريقيا، وحصل على 16 بطولة دوري وكأس، أثناء ارتداء قميص الزمالك، لولا تفضيله مستقبله العلمي المهني والسياسي، الذي انتهى به الى موقع وزير إسكان، ثم رئيس حكومة، وقطع الطريق على مستقبله الرياضي.
وتطرّقت سطور الكتاب الى اهتمام فئة مقدّرة بشكل خاص في مجتمعاتنا بالرياضة وكرة القدم، واعتقاد الناس بالخطأ عن فئة من الناس، وانعزالهم عن الحياة، وهم علماء الدين، ويورد الكتاب دفاع قارئ القرآن الكريم الشيخ الطبلاوي، عن هذه الفئة بقوله إن هؤلاء «شأنهم شأن بقية الناس.. يأكلون ويشربون ويلعبون، ويهتمون بالرياضة والحياة»، وإنه «لعب في صباه كرة القدم، ولذلك شجعها عن فهم، وكوّن صداقات مع نجوم كرة قدم من مختلف الأندية، لكن ناديه المفضل الزمالك». كما يورد تصريح للدكتور أحمد كريمة يعترف فيه بأنه «شجع الزمالك منذ نصف قرن، ولا يرى في كرة القدم ما يدعو لتحريمها».
الجدير بالذكر أن الكتاب بحكم عنوانه كان تركيزه على علاقة نادٍ واحد بالسياسة، وهو نادي الزمالك، ولم يتطرق الى أندية أخرى، في مقدمتها النادي الأهلي الذي ترأسه الزعيم سعد زغلول، والرئيس محمد نجيب، الذي كان يعلن تشجيعه للنادي صراحة، بحسب شهادات تاريخية موثقة.
- تتبّع الكتاب علاقة الزمالك بالسياسة بعد إطاحة الضباط الأحرار بالملكية في يوليو 1952، وإصرار المشير عبدالحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر الناصرية، رغم انتمائه الزملكاوي المعروف، على التدخل لإنقاذ النادي الأهلي، بعد أن تعثر في مطلع الستينات.
- العالمان المصريان الدكتور أحمد زويل، والدكتور مجدي يعقوب «زملكاويان»، أما علاء وجمال مبارك فهما يميلان إلى «المصري» و«الإسماعيلي»، على عكس وزير الدفاع المصري السابق، المشير حسين طنطاوي، الذي كان يشجع الزمالك بلا مواربة.