مريم الصادق المهدي.. وزيرة خارجية حملت السلاح وبلغت رتبة رائد
في إطار التغيير الوزاري الذي شهده السودان الأسبوع الماضي، تم تعيين القيادية بحزب الأمة القومي السوداني، مريم الصادق المهدي، وزيرة لخارجية السودان، لتصبح الثانية التي تحتل مقعد الخارجية بعد الثورة كامرأة، حيث خلفت أسماء محمد عبدالله، وكذلك واحدة من أربع نساء يشغلن وزارات العمل، والديوان، والتعليم العالي، في الحكومة الحالية.
تنتمي مريم الصادق المهدي إلى أسرة سياسية عريقة، حيث يعد والدها، السياسي الراحل زعيم حزب الأمة السابق الصادق المهدي، أحد الآباء المؤسسين لسودان ما بعد الاستقلال، والذي ترأس الحكومة مرتين، في الفترة الممتدة من 1966 إلى 1967، والفترة من 1986 إلى 1989، كما أن جدها هو الإمام محمد أحمد المهدي، قائد الثورة المهدية في أواخر القرن الـ19. كما شغل أعمامها، وأفراد من عائلتها، مواقع سياسية مختلفة في أوقات متباينة.
وقالت الناشطة السودانية المقيمة بالقاهرة، فاطمة آدم، لـ«الإمارات اليوم» إن «اختيار مريم الصادق المهدي، فضلاً عن أنه يعكس مزيداً من التمكين للمرأة السودانية، تتويجاً للدور الذي لعبته في ثورة ديسمبر المجيدة، فهو لم يبتعد في الوقت نفسه عن صفوف الأسماء المرتبطة بقوة بالثورة، نظراً للدور الذي لعبته مريم الصادق في مواجهة نظام الرئيس المعزول عمر البشير، لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة، سواء داخل صفوف حزب الأمة القومي الذي وصلت فيه إلى موقع قيادي، أو خارجه مع تحالف المعارضة الذي أطاح بحكم البشير، كما أنها شاركت في العمل المسلح، حين التحقت بـ(جيش الأمة)، في الجبهة الشرقية ضمن صفوف التجمع الوطني الديمقراطي كمقاتلة، وطبيبة، وصلت إلى مرتبة رائد في الفترة من 1998 إلى 2000».
وكانت روايات إعلامية سودانية ذكرت أن مريم تحتفظ برصاصة معها منذ تلك الفترة، وحتى الآن، كذكرى لمرحلة تعتز بها في حياتها السياسية والشخصية.
في السياق نفسه، قامت مريم الصادق بتأدية التحية العسكرية أمام ضباط المجلس العسكري، وابتهاجاً بنجاح الثورة في الوصول إلى الاتفاق السياسي النهائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني، في واقعة أثارت جدلاً وانتقادات واسعة في الشارع السوداني.
الجدير بالذكر أن مريم المهدي المولودة عام 1965، درست الطب في الجامعات السودانية لكنها لم تعمل به، كما اعتقلت مرتين، الأولى في عام 2014، حيث قضت 28 يوماً خضعت فيها لأربعة استجوابات من أجهزة الأمن، والثانية مع اندلاع ثورة ديسمبر، حيث سجنت لمدة أسبوع، بينما حكم على شقيقتها رباح المهدي بغرامة مالية.
قامت مريم الصادق بتأدية التحية العسكرية أمام ضباط المجلس العسكري، وابتهاجاً بنجاح الثورة في الوصول إلى الاتفاق السياسي النهائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني، في واقعة أثارت جدلاً وانتقادات واسعة في الشارع السوداني.