يتجهون إلى الطرائد لأن الأسماك باهظة الثمن

سكان ساحل العاج يبرعون في إعداد أطباق الحيوانات البرية

صورة

على الرغم من حظر صيد الحيوانات البرية في ساحل العاج تعج المطاعم بالأطباق الشعبية التي تضم البنغولين، والثعابين، وأنواعاً أخرى من الحيوانات. وفي قرية «أجو»، نادراً ما يتم الالتزام بحظر لحوم الطرائد. وتضم قائمة الوجبات اليومية في مطعم «كرينش - كرينش» مجموعة متنوعة من لحوم الطرائد في صلصة الباذنجان مع سلطة الكسافا.

يقول إيميل يابو (60 سنة): «إنه لذيذ»، لكنه يستدرك بأنه يجب توخي الحذر، «لأن الحيوانات البرية قد تكون مريضة، ولا يتم فحصها من قبل طبيب بيطري، ما يشكل خطراً على من يتناولونها». وتقول صاحبة المطعم سيلفي ديموي «لا يوجد الكثير من الطعام في هذه المنطقة، الأسماك باهظة الثمن، لذلك يخرج الصيادون إلى الغابة وأطبخ ما يحضرونه لي». ويوضح المؤرخ أنيسيت زران من جامعة الحسن واتارا، أن الحكومة حظرت صيد الحيوانات البرية عام 1974 لكن «هذا القانون لم يتم الالتزام به أبداً».

لحم الطرائد يشكل قيمة ثقافية على الرغم من المخاوف الصحية، يستمر بيع واستهلاك لحوم الطرائد في ساحل العاج دون رادع، كما يقول زران: «يتم مرة أخرى استخدام طرق التجارة غير القانونية التي انتشرت أثناء تفشي فيروس إيبولا». ويؤكد زران أن سكان ساحل العاج لا يأكل جميعهم الحيوانات البرية، فالأسماك هي المصدر الرئيس للغذاء على السواحل، ويتجنب المسلمون أنواعاً معينة من لحوم الطرائد، ولكن بالنسبة لغالبية السكان، فإن لحوم الطرائد ليست ضرورية فقط للبقاء على قيد الحياة، بل هي أيضاً تشكل جزءاً ذا قيمة ثقافية كبيرة للمجتمع، «فعندما تجتمع العائلات من المستحيل ألا يكون بين الطعام طبق الصيد التقليدي».

أحمد فوفانا (21 عاماً)، عاطل عن العمل، يعيش مع أسرته في قرية «أجو» جنوب شرق ساحل العاج، المحاطة بالغابات والحقول والتي تعتبر مثالية للصيد. استطاع تجميع قطع بندقية جده القديمة التي ظلت لسنوات مفككة في السقيفة، وظل كل يوم تقريباً يغادر قريته عند الغسق حاملاً البندقية على كتفه، ويبحث عن غزال، أو قنفذ، أو جرذ، أو آكل نمل، أو ثعابين. ويقول إنه يفضل أن يكسب لقمة العيش من خلال القيام بعمل آخر، لكن ليس أمامه خيار بسبب جائحة كورونا، لأنه فقد وظيفته كسائق دراجة نارية العام الماضي. ويقول «أنا رجل المنزل ومن واجبي إعالة أسرتي».

زران متخصص في تاريخ الرعاية الصحية، ويقوم حالياً بالتحقيق في أمر جديد قد يؤثر على العديد من مواطنيه وهو التحذير من أكل الحيوانات البرية. ويتجذر التحذير من المخاوف بأن استهلاك الطرائد يمكن أن ينشر «كوفيد-19».

أثناء تفشي فيروس إيبولا بين عامي 2014 و2016، تم أيضاً التحذير من أكل لحوم الطرائد. ونسب بعض المختصين أسباب تفشي إيبولا، الذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في جنوب شرق غينيا، إلى مستعمرة من الخفافيش. وفي حالة كورونا المستمرة، يشتبه العلماء في أن الحيوانات البرية - على الأرجح الخفافيش مرة أخرى - هي المضيف الأصلي للوباء قبل أن ينتقل إلى البشر. وربط الباحثون أيضاً بين فيروس كورونا المستجد وآكل النمل الحرشفي، بعد تحديد الثدييات على أنها ناقلات وناشرة محتملة.

آثار مدمرة على البيئة

رئيسة الفرع المحلي لمنظمة أصدقاء الطبيعة غير الربحية، مارسيلين باه، وهي منظمة معنية بالبيئة، تقوم بتثقيف مواطنيها في قرية أجو حول المخاطر المحتملة المرتبطة بلحوم الطرائد، ليس مخاطر الرعاية الصحية المحتملة على البشر فقط، ولكن التأثير الكارثي على البيئة أيضاً. وتقول «يوجد عدد أقل من الحيوانات البرية هذه الأيام، لقد قضينا على الكثير منها، لم نعد نرى البنغولين بعد الآن، لم يتبق منها سوى القليل».

ووفقاً للصندوق العالمي للطبيعة، فقد انخفض عدد الحيوانات البرية في القارة الإفريقية على مدار الخمسين عاماً الماضية بنسبة 65٪. ويقول الصندوق العالمي للحياة البرية إن هذا يرجع في جزء كبير منه إلى «النشاط البشري». علاوة على ذلك، فإن الحيوانات التي يتم اصطيادها ليست فقط للاستهلاك المحلي، ولكن يتم بيعها أيضاً في مناطق أبعد، وعلى بعد كيلومترات قليلة من أجو، على طول طريق إسفلتي سريع يبيع جيش من الصيادين ما يصطادونه.


رئيسة فرع منظمة أصدقاء الطبيعة، مارسيلين باه، المعنية بالبيئة، تثقف مواطنيها حول مخاطر لحوم الطرائد، ليس مخاطر الرعاية الصحية المحتملة على البشر فقط، ولكن التأثير الكارثي على البيئة أيضاً.

الحيوانات البرية قد تكون مريضة، ولا يتم فحصها من قبل طبيب بيطري، ما يشكل خطراً على من يتناولونها.

تويتر