في رواية مصدرها الوحيد مصطفى الفقي.. ومرّ عليها نصف قرن
الأمير فيليب أبدى استياءه من «عروبة مصر»
نسب أمين مكتبة الإسكندرية الحالي سكرتير الرئيس السابق حسني مبارك لشؤون المعلومات، الدكتور مصطفى الفقي، إلى الأمير البريطاني الراحل فيليب، دوق أدنبرة، تعبيره عن استيائه العلني من تسمية مصر بـ«الجمهورية العربية المتحدة» في حفل دبلوماسي، من دون أي مراعاة للأعراف الدبلوماسية، وفي حضور الملكة البريطانية إليزابيث، التي أصابها الحرج من سلوك الأمير.
وقال الفقي في مقال نشرته صحيفة «المصري اليوم» القاهرية، أول من أمس، تحت عنوان «الأمير فيليب ومصر»، إن الأمير قال في حفل دبلوماسي أقامته ملكة بريطانيا عام 1970، للدبلوماسيين الأجانب، بمشاركة السفير المصري في بريطانيا آنذاك، كمال رفعت: «ما اسم بلدكم؟»، فلما ردّ السفير بالقول «الجمهورية العربية المتحدة»، ردّ الأمير بطريقة عفوية وصوت مرتفع، حسب وصف الفقي: «أنتم لستم عرباً، أنتم مصريون، ثم الوحدة مع من؟»، وعلق الفقي أن الملكة «كانت تتصبّب عرقاً من سلوك الأمير غير اللائق»، إلا أن الأمير، بحسب الفقي، عاود السؤال في حفل العام التالي الدبلوماسي، ولما تم إخباره أن الرئيس الراحل أنور السادات عدّل الاسم ليصبح جمهورية مصر العربية، أبدى ارتياحه قائلاً: «هذا عظيم، اسم مصر يعود كما كان عبر التاريخ».
وقال الفقي في المقال إنه «كان يشارك في أعماقه الأمير فيليب في ملحوظاته، فاسم مصر أبقى وأخلد من أن يختفي، ولو إلى حين».
ولم يورد الفقي ردة فعل السفير المصري، كمال رفعت، الذي وجه إليه الأمير فيليب الحديث.
السفير المتشدد
اللافت في الأمر أن السفير كمال رفعت، الذي أشار إليه الفقي، وكان على رأس الدبلوماسية المصرية في بريطانيا في ذلك الوقت، هو أحد صقور الضباط الأحرار في يوليو 1952، والمعروف بميوله القومية العربية، حيث قاتل في فلسطين عام 1948، ثم عاد ليقود المقاومة الشعبية المسلحة في منطقة القناة ضد الاحتلال البريطاني مطلع الخمسينات، حتى تم الجلاء، وتواصل مع حركة الضباط الأحرار في الأردن أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأصبح مسؤول ملف بريطانيا في المخابرات المصرية في حقبة الثورة، وبعد عودته من بريطانيا أسس «المنبر الاشتراكي الناصري» العروبي، ثم تركه ليؤسس مع أحد قادة يوليو، خالد محيي الدين، «حزب التجمع التقدمي الوحدوي»، وليصبح الناطق الرسمي باسمه حتى وفاته، وكان يطلق عليه في الصحافة اسم «غيفارا العرب»، وهو صاحب كتابَي «حرب التحرير الوطنية بين إلغاء معاهدة 1936 وإلغاء اتفاقية 1954»، و«ناصريون نعم»، وقد عرف عنه طيلة شغله لمواقع مختلفة في الحقبة الناصرية مواقفه المتشددة.
الفقي مؤيد للأمير
على صعيد موازٍ، فإن مصطفى الفقي، الذي قال إنه حبذ تعليق الأمير فيليب الرافض لعروبة مصر بحسب ما أورد، اشتهر بتبنيه الفكر القومي العربي، وله كتب عدة وأبحاث في هذا الصدد، منها كتاب «العروبة المصرية».
يذكر أن مذكرات الدكتور مصطفى الفقي، التي حملت عنوان «الرواية - رحلة الزمان والمكان»، قد أثارت، في وقت سابق، جدلاً لتضمنها روايات غير متوقعة، كما أثارت هجوماً حاداً من أبناء الرئيس الراحل، حسني مبارك، الذين فوجئوا بانتقاد الفقي لسياسات والدهم، حيث كان يشغل موقع سكرتيره المعلوماتي، الأمر الذي دفع ابن الرئيس السابق، علاء مبارك، لوصف الفقي عقب المذكرات في تغريدة بأنه «الرجل الكاوتشوك الذي يتمتع بمرونة غير عادية، وشخصية متلونة، ويجيد اللعب على كل الحبال حسب الظروف والتوقيت»، بحسب ما نقلت الصحف والمواقع المصرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news