«فول وفلافل محمد أحمد».. مطعم إسكندراني استضاف ساسة ومثقفين عالميين
دبّت الحياة مجدداً بالإسكندرية، في الصيف الجاري، بعد طول ركود بسبب «كورونا»، وعاد «فول وفلافل محمد أحمد» المشهور باستضافة الساسة والأدباء والإعلاميين، ليتردد اسمه بسبب التاريخ الاستثنائي الذي يملكه، سواء في حقبة امتلاكه من قبل الطائفة اليهودية في الإسكندرية أو في زمن انتقاله إلى عائلة السماك عام 1957، التي حافظت على طابعه كمطعم شعبي يقدم الفول والفلافل، في منطقة الرمل التي اتسمت بحيازتها للأماكن الأرستقراطية ذات الطابع الغربي.
عُرف المطعم علي مدى عقود باستضافته لساسة عالميين، مثل ملكة إسبانيا السابقة صوفيا، التي تزين صورها جدران المطعم، وكذا ملك اليونان السابق، كما تكشف الصور، وتوقيعات مكتوبة بخط اليد ومصورة على قوائم الطعام، زيارة أدباء وإعلاميين ومثقفين بارزين للمطعم، مثل حائز «نوبل» الأديب العالمي نجيب محفوظ، ورسام الكاريكاتير أحمد رجب، والفنان فؤاد المهندس، والمخرج صلاح أبوسيف، والمغني العالمي ديميس روسوس.
تعود ملكية المطعم بحسب الباحث والإعلامي، وجدي عبدالعزيز، إلى الطائفة اليهودية التي كانت تديره، عبر شخص يدعي بنيامين في الأربعينات ومطلع الخمسينات، ودارت مفاوضات في منتصف الخمسينات بين بنيامين ومحمد أحمد من أسرة السماك، التي كانت تعمل في مجال المطاعم الشعبية بحي المنشية، وانتهت إلى بيع المطعم لمحمد أحمد الذي اشترط عليه بنيامين أن يستمر في تقديم الطعام لبعض الفقراء من الطائفة، طبقاً لتقاليد أرساها المطعم قبل البيع.
وشهد المطعم، العام الجاري، حدثاً مؤثراً تمثل في وفاة صاحبه، محمد أحمد، في يناير الماضي، ما أصاب قطاعات واسعة من الإسكندرية ومحافظات مصرية أخرى بالحزن، لمعرفتهم به وارتباطهم بالمطعم، وقد نعى محمد أحمد الكاتب والأديب الكبير وصاحب رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية»، إبراهيم عبدالمجيد، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بوصف الراحل إحدى علامات الإسكندرية.
جدير بالذكر، أن مشاهير «فول وفلافل محمد أحمد» لم يكتفوا بالتقاط صور داخل المطعم، أو كتابة ذكريات عنه في وسائل إعلامية، بل سجلوا ابتهاجهم به عبر عبارات كتبت بأيديهم، تم تصويرها ونقلها على القائمة، من أطرفها عبارة نجيب محفوظ التي قال فيها: «تحية للمحل الجميل وصاحبه الكريم، وتحية للعشاء الذي ستبقى متعته معنا وقتاً طويلاً»، وعبارة فؤاد المهندس التي قال فيها «كلمتين وبس.. الفول يجنن»، في ربط منه بين وجوده في المطعم وبرنامجه الإذاعي الشهير «كلمتين وبس».
مشاهير «فول وفلافل محمد أحمد» لم يكتفوا بالتقاط صور داخل المطعم، أو كتابة ذكريات عنه في وسائل إعلامية، بل سجلوا ابتهاجهم به عبر عبارات كتبت بأيديهم.