السيدة الأوكرانية الأولى تتحدى الغزو وتقف بجوار زوجها في مخبئه
عندما قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن موسكو تعتبره «الهدف رقم 1»، في خضم سعيها «لتدمير أوكرانيا سياسياً من خلال تدمير رئيس الدولة»، أشار أيضاً إلى أن عائلته هي «الهدف رقم 2». ولفتت هذه العبارات الحزينة المقتضبة الانتباه إلى محنة عائلته التي تتكون من زوجته السيدة الأولى، أولينا زيلينسكا، وطفليه ساشا وسيريل.
تزوج الاثنان في سبتمبر 2003، قبل أن تبدأ مسيرة زيلينسكي السياسية. ويبدو أنه عندما عزم على ترشيح نفسه للرئاسة، نسي أن يخبر زوجته بقراره. وعلمت زيلينسكا بترشح زوجها من وسائل التواصل الاجتماعي، كما قالت لمجلة فوغ أوكرانيا، قلت له «لماذا لم تخبرني؟»، وتسترسل «وكان رده: لقد نسيت».
وقالت للمجلة إنها في البداية «لم تكن سعيدة للغاية عندما أدركت أن تلك هي خططه». وقالت في مقابلة صحافية عام 2019، إنه قبل سنوات من أن يصبح زوجها زعيماً في زمن الحرب، ويقود المقاومة الأوكرانية للغزو الروسي: «أدركت كيف سيتغير كل شيء، وماهية الصعوبات التي علينا أن نواجهها». ومع ذلك، تكيفت زيلينسكا مع دور السيدة الأولى، وظلت تدعم القضايا، بما في ذلك الألعاب البارالمبية، وتغذية الأطفال، ومكافحة العنف المنزلي.
نشأت زيلينسكا (44 عاماً)، في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا، حيث نشأ زيلينسكي هناك أيضاً. التقى الزوجان في الكلية، حيث درست هي الهندسة المعمارية، ودرس هو القانون، لكن الزوجين وجدا نفسيهما في الكوميديا. أسس زيلينسكي، البالغ من العمر 44 عاماً أيضاً، شركة إنتاج، أطلق عليها استوديو كافارتال 95، حيث أصبحت زيلينسكا كاتبة سيناريو.
لأسباب أمنية، لم يتم الكشف عن مكان زيلينسكا وطفليها، رغم أن زيلينسكي قال إنهم لايزالون في أوكرانيا. وفي الأيام التي تلت الغزو الروسي، لجأت زيلينسكا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير عن تشجيعها للشعب الأوكراني. وكتبت على «إنستغرام»، الأسبوع الماضي: «اليوم لن أشعر بالذعر والدموع، سأكون هادئة وواثقة بنفسي، أطفالي ينظرون إليّ، سأكون بجانبهم، وبجانب زوجي، أنا معك».
عندما قللت موسكو من شأن مخاطر غزوها، وزعمت بأن هجماتها لا تستهدف المدنيين، كان رد السيدة الأولى جاهزاً «أليس، بولينا، وأرسيني». هذه هي أسماء ثلاثة من أكثر من 20 طفلاً قتلوا منذ بدء الهجوم الروسي، قبل نحو أسبوعين، بحسب زيلينسكا.
وكتبت زيلينسكا في رسالة مفتوحة حماسية، سلمتها إلى وسائل الإعلام العالمية من قبل المتحدث باسمها يوم الثلاثاء، حيث قالت «عندما تقول روسيا إنها لا تشن حرباً على المدنيين، فإنني ذكرت أسماء هؤلاء الأطفال المقتولين أولاً». وقالت إنها كتبت الرسالة رداً على عدد هائل من الاستفسارات الصحافية. وأضافت أن هذه الرسالة بمثابة «شهادتها على ما يحدث في أوكرانيا».