إيمانويل ماكرون يظهر في ملابس تشبه زي الرئيس الأوكراني
تعرّض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للسخرية والاستهزاء بعد أن ظهر في ملابس تشبه ما يرتديه هذه الأيام الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وهو في غرفة الحرب، لكنها ليست المرة الأولى التي يستلهم فيها ماكرون مظاهر زعماء العالم الآخرين من أجل الحصول على فرصة التقاط الصور. ومن المعروف أن زيلينسكي خلع ملابس الرئاسة الرسمية وصار يرتدي تي شيرت من قماش الكاكي خلال تدبيره شؤون بلاده في خضم الهجوم الروسي عليها. الصور التي التُقطت لماكرون مرتدياً ملابس زيلينسكي جعلت البعض يتهمه بأنه يحاول استقطاب الشعبية نفسها التي يحصل عليها زيلينسكي من شعوب العالم.
تشرشل
خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017، احتفل ماكرون بفوزه في الجولة الأولى من التصويت برفع يديه للأعلى مشكّلاً علامة النصر، وهي إشارة اشتهر بها رئيس الوزراء البريطاني الراحل، السير ونستون تشرشل، قبل نحو 80 عاماً.
وفي زيارة إلى الفاتيكان في العام التالي، شارك ماكرون قفشة مع البابا فرانسيس في محاكاة واضحة للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، الذي فعل الشيء نفسه قبل أربع سنوات من ذلك.
ويبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي، والرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، وحتى رئيس الوزراء البريطاني الحالي، بوريس جونسون، ألهم جميعهم ماكرون خلال السنوات الخمس تقريباً التي قضاها في المنصب لاستقطاب مزيد من الشعبية، حيث إنه في الوقت الراهن يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.
وتظهر إحدى الصور الحديثة لماكرون وهو يغلق عينيه ويفرك جبينه المجعد بطريقة تشبه لغة جسد الرئيس الأميركي الراحل، جون إف كينيدي، اليائسة، خلال محادثة هاتفية مشحونة في أوائل الستينات.
غرفة الحرب
ومع ذلك، لا يوجد مثال أكثر لفتاً للانتباه من صور «غرفة الحرب» الخاصة بزيلينسكي. وتُظهر «اللقطات الصريحة» على ما يبدو، والتي التقطها مصوره الرسمي، الرئيس وهو غير حليق الشعر يسير في محيط قصر الإليزيه مرتدياً بنطال جينز داكن اللون وغطاء رأس أسود يشبه ما ترتديه القوات الخاصة الفرنسية، وهو الزي الذي وُصف بأنه «هاكر فاخر».
الرئيس الأوكراني زيلينسكي، تخلّى، بدافع ضرورة زمن الحرب، عن بدلاته الرئاسية من أجل ارتداء ملابس كاكي عملية، بينما ينسق استجابة بلاده للغزو في زمن الحرب.
وتقول مصممة الأزياء في واشنطن العاصمة، لورين روثمان، التي عملت مع رجال الأعمال والسياسيين: «عندما يرتدي القادة الملابس غير الرسمية، فإن ذلك يعني أنهم يخبرونا أن السياسيين بشر أيضاً، وعندما تبدأ الكاميرات في الوميض، فإن الموقف يتحول إلى لحظة سياسية يمكن أن تؤثر في الجمهور».
ويقول الأستاذ المساعد في الاتصال السياسي بجامعة جورج واشنطن، بيتر لوج: «ارتداء القائد ملابس مثل ملابس الجمهور يجعل القائد وكأنه يقول: أنا واحد منكم، نحن متماثلون، نحن في هذا معاً».
في عام 1992، عندما كانا يستعدان للمنافسة على منصب الرئيس ونائب الرئيس، تم تصوير الرئيس المستقبلي بيل كلينتون ونائبه المرشح، آل غور، وهما يمسكان بكوبَي ماكدونالدز بعد أن مارسا رياضة الركض، وكانا يرتديان سروالين قصيرين ويعتمران قبعتين يرتديهما في العادة سائقو الشاحنات.
وفي السنوات التي قضاها في البيت الأبيض، تم تصوير أوباما وهو يعمل من الجناح التنفيذي في عطلة نهاية الأسبوع من دون ربطة عنق.
وكما يوحي انتقاد صور ماكرون، فإن الذهاب إلى العمل بملابس غير رسمية يمكن أن يشكل في بعض الأحيان خطأً في التقدير. ولايزال القراء الأميركيون يتذكرون الإعصار الإعلامي الذي سببه الرئيس أوباما ببساطة عندما ارتدى بدلة كاكي عام 2014 (هذه الحادثة لها صفحة خاصة بها على ويكيبيديا). ويقول البروفيسور لوجي: «شعور طبيعي، على الناخبين أن يتأكدوا أن الملابس أصلية وليست جزءاً من دعاية».
• الرئيس الفرنسي تعرّض للسخرية والاستهزاء بعد أن ظهر في ملابس تشبه ما يرتديه هذه الأيام زيلينسكي، وهو في غرفة الحرب.
• تظهر إحدى الصور الحديثة لماكرون وهو يغلق عينيه ويفرك جبينه المجعّد بطريقة تشبه لغة جسد الرئيس الأميركي الراحل، جون إف كينيدي، اليائسة، خلال محادثة هاتفية مشحونة في أوائل الستينات.