الممثلة ضحى أميري تكشف بعد 68 عاماً خفايا فيلم «حياة أو موت»
كشفت الفنانة المعتزلة ضحى أميري، بطلة فيلم «حياة أو موت» - الذي أدت دور البطولة فيه، وتصدرت وحدها أفيشه، وهي طفلة في مطلع الخمسينات - كشفت عن اختيارها للتمثيل في الفيلم بعد مسابقة تنافست فيها مع 20 طفلة أخرى، كما كشفت عن تفاصيل المحادثة بينها وبين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حين التقاها في العرض الخاص للفيلم، وأيضاً عن نشاطها الوطني في الإسكندرية مع اندلاع ثورة يوليو 1952، وكذلك عن علاقتها بنجوم تلك الفترة وملابسات اعتزالها الفن.
جاء ذلك في الحلقة الثانية من سلسلة محاضرات «أرواح في المدينة» التي يلقيها الإعلامي محمود التميمي ضمن سيرة «القاهرة عنواني»، الذي يقدمه بالتعاون مع صالون «العمارة والسينما»، التابع لـ«بيت المعمار المصري»، والذي أقيم الإثنين الماضي بسينما الهناجر بالقاهرة.
وفي فيلم «حياة أو موت» الذي أنتج عام 1954 للمخرج كمال الشيخ، تذهب فتاة صغيرة الى صيدلية بميدان العتبة بوسط القاهرة مستقلة ترام 30، وفيما بعد يكتشف الصيدلي انه أعطاها سمّاً بدلاً من الدواء، ويبلغ الشرطة التي تذيع النداء في الراديو: «من حكمدار العاصمة الى أحمد إبراهيم الكائن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء به سم قاتل».
وقالت ضحى أميري، التي خاطبت جمهور المحاضرة في تسجيل خاص مصور، بعد ان حالت ظروفها الصحية دون حضورها الشخصي في اللحظات الأخيرة، قالت إن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حين التقاها في العرض الخاص بالفيلم، منتصف الليل بسينما ريفولي بالقاهرة عام 1955، قال لها: «أنا الذي اخترتك لتمثلي بطولة هذا الفيلم».
وأوضحت الأميري أن خلف هذا التصريح قصة، وهي أن المسابقة التي أجريت لاختيار الطفلة بطلة الفيلم انتهت باختيارها هي والفنانة زيزي البدراوي بوصفهما أبرز المتسابقات، وكان على اللجنة اختيار إحداهما، لكن الضابط حسن أبوسعده، الذي اصبح لاحقاً أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، قال للمخرج كمال الشيخ الذي كان صديقه، إن عليه ان يختار ضحى للدور لأنها من الإسكندرية، التي قضى فيها الزعيم عبدالناصر صباه وجزءاً من شبابه، وتربطه بها ذكريات خاصة، وهكذا تم إسناد الدور لها.
وكشفت ضحى أن «هناك لقطات واقعية أضيفت للفيلم بعد ان أعجبت المخرج، منها اختطاف أحد السكارى، الذي تصادف مروره بالشارع، زجاجة الدواء منها بشكل عفوي متصوراً أنها زجاجة خمر».
وأثنت ضحى على المنتجة آسيا داغر التي تعاملت معها كما لو كانت نجمة كبيرة في الفيلم، وعن تنافس المخرجين كمال الشيخ وحسن الامام عليها لتمثل في أفلامهما، وعن المنافسة بينها وبين الفنانة الطفلة «فيروز الصغيرة» التي اشتهرت بالاستعراضات، والتي وصلت الى حد محاولة والد فيروز الصغيرة إثناءها عن تمثيل «حياة أو موت» وإقناعها بأنه فيلم فاشل، ودفعها الى محاولة التمثيل في فيلم «ريا وسكينة».
وحول حياتها قبل تمثيلها دور البطولة في فيلم «حياة أو موت»، قالت أميري إنها «اشتهرت بشكل واسع في الاسكندرية قبل دخولها عالم السينما، لأنها انخرطت في حملة شعبية لدعم الجيش المصري بعد اندلاع ثورة 1952 سميت بحملة التسليح، حيث إنها آمنت بقوة بالثورة ومبادئها، وكانت الفتاة الأكثر حماساً ونشاطاً في دفعتها في جمع التبرعات الشعبية، ووصل مجموع ما جمعته إلى تسع صفائح من الأموال والمجوهرات، ما لفت نظر المشرف على الحملة وقتها، وهو الليثي عبدالناصر، شقيق جمال عبدالناصر».
من جهته، قال الإعلامي محمود التميمي لـ«الإمارات اليوم»، إن «اهتمامه بالفيلم يأتي ضمن توثيقه لمدينة القاهرة وللشخصيات المؤثرة التي ضمتها، فعلى المستوى الأول غيّر الترام الذي ظهر عام 1896 حياة الناس الذين كانوا حتى هذا التاريخ محصورين داخل أماكنهم وحاراتهم الشعبية، ونجح الترام في أن يجعلهم قادرين على العمل والتجول والفسحة في مختلف أماكن العاصمة، كما لعب دوراً في ثورة 1919.
• الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حين التقاها في العرض الخاص بالفيلم منتصف الليل بسينما ريفولي بالقاهرة عام 1955، قال لها «أنا الذي اخترتك لتمثلي بطولة هذا الفيلم».