العائلة المالكة بعد إليزابيث الثانية بحاجة إلى الإصلاح
إنها أيام قاسية لسمعة آل وندسور، ومن المحتمل أن تهدد النظام الملكي الدستوري للمملكة المتحدة المفككة بشكل متزايد. ومذكرات الأمير هاري، التي نشرت يوم الثلاثاء، هي بالفعل الأكثر مناقشة - على الرغم من أنها ليست الأكثر قراءة على نطاق واسع - لعام 2023. وهي توسع الهجوم، وتعمق في كثير من الأحيان الجرح الذي بدأ ينزف قبل عامين، ولايزال الأمير الشاب مستمراً في المقابلات التلفزيونية إلى هذا الأسبوع.
وفي محكمة الرأي العام، نجت الملكية من حملة الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، حتى الآن. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المؤسسة تحتفظ بدعم الأغلبية، وأن رفض حملة الأمير هاري أكثر من التعاطف معها، والمطالبة بالجمهورية لا تتصاعد، ولكن هذه المؤسسة ونظامها وثقافتها، تتطلب بعض التفكير المتعمق، والإصلاح الجديد. فقط الأحمق سيكون راضياً.
عائلة وندسور ليست العائلة الوحيدة التعيسة في بريطانيا الحديثة، لكنهم هم الوحيدون المطلوبون لتجسيد الأمة ككل. إنهم يرفعون مرآة قاتمة لنظرة الأمة والعالم، والتي لا يبدو فيها أحد بصورة جيدة. إنه ينعكس بشكل سيئ على المؤسسات البريطانية، من الملكية إلى وسائل الإعلام، والكل يعرف ذلك.
لوم
هناك الكثير من اللوم، ودائماً ما تكون شكاوى الأمير هاري غاضبة، على الرغم من أن تركيزها يتأرجح بين المد والجزر. وبدا هذا الأسبوع وكأنه ينفي اتهاماته السابقة بعنصرية العائلة المالكة، وعلى الرغم من ذلك، لا فائدة تذكر من الانحياز في نزاعات الأسرة. ويجب أن تكون الصحف حذرة بشكل خاص، بشأن اتباع نهج أحادي الجانب، عندما لعبت الصحافة في كثير من الأحيان مثل هذا الدور المدمر في القصص الملكية السابقة.
بريطانيا لديها مشكلات أسوأ مما يعاني منه النظام الملكي، ولكن الخطر على عائلة وندسور موجود، وهو حقيقي وينمو، ويأتي في وقت انتقالي للنظام الملكي، حيث يستعد الملك الجديد للتتويج، ويجب على الأقل، من الناحية النظرية، الاحتفال به، والمساعدة في توحيد الأمة، وهذا يبدو وكأنه طموح بعيد جداً، في الوقت الحالي. وجددت حملة الأمير هاري أهمية تحذير والتر باغوت الشهير بشأن مخاطر تسليط الضوء على العائلة المالكة.
أوضح الحلول
إن أوضح حل سيكون التسوية الجمهورية التي نفضلها في النهاية. وفي غضون ذلك، تُهدر فرصة هائلة لإعادة تشكيل الملكية الدستورية في بريطانيا لعصر ما بعد إليزابيث الثانية، وهناك مسؤولية للمشاركة هنا أيضاً. ويضطلع الملك تشارلز والمقربون منه ببعض من ذلك، ويكمن الخطر في أن الملكية البريطانية في القرن الـ21 يتم تعريفها بشكل خاص من قبل نخبة تتكون من مجموعة محددة في القصر، وثقافة حكومية شديدة الاحترام.
وبدلاً من الانشغال بالنميمة الملكية أو التساؤل حول طقوس التتويج، تحتاج بريطانيا إلى أن تقرر كيف يمكن تحسين وإصلاح نظام الملكية الدستورية، الذي يحتفظ بالدعم العام. ويجب تقليص حجم العائلة المالكة، وتغيير بعض ألقابها، وبيع بعض قصورها، وإعادة صياغة نظام التكريم، وإعادة التفكير في التتويج، وانتهاء دور الملك كرئيس لأي دولة غير المملكة المتحدة. ويجب ترك هاري وندسور ليعيش حياته الجديدة.
في غضون ذلك، فشل المجتمع المدني في مواجهة هذه القضايا. ولم يكن هناك أي فحص برلماني، وبالكاد أي فحص مدني آخر، للدور الحديث والسلطات، والتكلفة المناسبة للملك والعائلة المالكة، وبدلاً من ذلك، تم تجاهل المحاولات النادرة للقيام بذلك، ولكن لم يفت الأوان بعد للقيام بعمل أفضل.
تراجع الشعبية
قبل إطلاق سيرته الذاتية، أدلى الأمير هاري بالعديد من الادعاءات حول حياته وعلاقته ببقية أفراد العائلة المالكة، بما في ذلك أنه تعرض للاعتداء من قبل شقيقه، الأمير ويليام. وقال إنه قتل 25 من مقاتلي «طالبان» أثناء خدمته في أفغانستان.
وفي حين أن مثل هذه المعلومات قد ولّدت بالتأكيد التغطية الإعلامية المقصودة قبل إطلاق الكتاب، كان دوق ساسكس يأمل في أن ستثير أيضاً تعاطفاً أكبر معه بين الجمهور.
وأظهر استطلاع «يوغوف»، الذي تم إجراؤه في الفترة من الخامس إلى السادس من يناير، أن 26% فقط من البريطانيين لديهم وجهة نظر إيجابية عن الأمير هاري، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأ «يوغوف» التتبع في عام 2011، ويمثل هذا انخفاضاً بمقدار سبع نقاط منذ الاستطلاع السابق في أوائل ديسمبر.
وحالياً، لدى ثلثي البريطانيين (64%) نظرة سلبية للخامس في ترتيب العرش، بارتفاع من 59%.
وظلت المواقف تجاه الملك تشارلز وكيت ميدلتون وميغان ماركل دون تغيير منذ استطلاع ديسمبر، ولكنْ هناك انخفاض في شعبية الأمير ويليام، إذ انخفض عدد الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية لأمير ويلز الجديد من 77% في ديسمبر إلى 69% الأسبوع الماضي.