عضو مجلس نواب أميركي يعترف بأنه «كذاب رهيب»
اعترف نائب ولاية لونغ آيلاند الأميركية في مجلس النواب جورج سانتوس بأنه «كذاب رهيب»، وأنه عمل على تجميل سيرته الذاتية، وألقى باللوم على سلسلة من التلفيقات التي قام بها لأنها من متطلبات السياسة. وقال العضو الجمهوري البالغ من العمر 34 عاماً، الذي يخضع للتحقيق الآن من قبل جهات محلية وفيدرالية لها علاقة بانتهاكات مالية لحملته الانتخابية، إنه اعتقد أنه سيفلت بأكاذيبه مثلما أفلت في حملته خلال انتخابات 2020.
وقدم سانتوس هذه الاعترافات الصادمة خلال مقابلة أجراها معه مقدم برنامج «توك تي في» الكاتب بيير مورغان، حيث ادعى أنه لفق حقائق أساسية حول خلفيته، لكسب ود قادة محليين في الحزب الجمهوري. وقال: «لم تكن هذه الأكاذيب لخداع الناس، وإنما كي يتم قبولي من قبل الحزب محلياً».
وجاء اعتراف سانتوس الفظ عندما وبخه مورغان بشدة على سلسلة من الأكاذيب والتلفيقات، وقال «ليس لك أي أمل في المسامحة إلا أن تقول إني كنت كذوباً رهيباً، هل أنت مستعد لقول ذلك؟». فرد عليه سانتوس «بالتأكيد، أنا كنت كذاباً رهيباً في العديد من الموضوعات، وما حاولت نقله إلى الشعب الأميركي هو أني صنعت الأكاذيب». وسأله مورغان: لماذا اعتقدت أنه لن يكشف أحد أكاذيبك؟ فرد عليه قائلاً «نعم رشحت نفسي للمقعد ذاته في الكونغرس عام 2020، ونجوت بأكاذيبي كلها».
وخلال تبادل للحديث استمر طويلاً ضغط مورغان على سانتوس بشأن ادعائه خلال حملته أن أمه توفيت بمرض السرطان، حيث كانت في مركز التجارة العالمي عندما تم تدميره في 11 سبتمبر 2001 بعمل إرهابي. وأضاف مورغان أنه يوجد «سجل كامل» لكل شخص كان هناك في ذلك اليوم، وأن والدة سانتوس وهي فاطمة ديفولدر، غير موجود في السجل. أجاب سانتوس «أنا لن أناقش حياة والدتي التي توفيت قبل 16 عاماً، وأعتقد أنه ليس من المهم لأحد معرفة إرث والدتي».
ولكن مورغان أصر عليه مورداً أخباراً عن تقديمها طلب تأشيرة قالت فيه إنها لم تكن موجودة في الولايات المتحدة منذ عام 1999، فرد عليه سانتوس «لا والدتي، أنا كان عمري 13 عاماً خلال أحداث 11 سبتمبر، وكنت في الولايات المتحدة، وكانت والدتي هنا، لأنه كان لديها حضانة كاملة لطفليها». فسأل مورغان «هل كذبت أمك في طلب التأشيرة إذاً؟». فقال سانتوس «لا أدري. كنت طفلاً عندما حدثت هذه الأشياء».
وسأل مورغان: في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي قال سانتوس لصحيفة «نيويورك بوست» إنه كان يكذب باستمرار خلال حملته الناجحة عام 2022 في الكونغرس لمجلس النواب، ولكنه أعلن بصراحة «أنا لست مجرماً»، واعترف بأن من بين «الذنوب» التي اقترفها كان الادعاء كذباً بأنه «عمل مباشرة» مع مجموعتي غولدمان ساكس، وسيتي جروب، وأنه تخرج من كلية باروتش، وأن أمه يهودية ناجية من المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن في تلاعب آخر بالكلمات أصر سانتوس في مرحلة لاحقة أنه «لم يدّع أنه يهودي».
وفي بداية الشهر الجاري، أكد رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا) أن سانتوس الذي طلب العديد من زملائه منه أن يستقيل، يجري التحقيق معه من قبل لجنة الأخلاق في مجلس النواب، ما دفع البرلماني الديمقراطي روبرت غارسيا إلى المطالبة بقرار لطرد سانتوس من مجلس النواب، وقال «ليس هناك أي شيء حقيقي نعرفه عنه».