بعد اختفاء أرديرن ومارين وستورغن من المشهد السياسي
عديد الزعامات النسائية في العالم يشهد تراجعاً بشكل غير معهود
في السنوات الأخيرة، توقف النمو في عدد القيادات النسائية في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2023، ترك عدد من القيادات النسائية مناصبهن ليحل محلهن رجال. وبينما شهد العقدان الماضيان ارتفاعاً كبيراً نسبياً في عدد النساء في قمة السياسة العالمية، تظل الأرقام الفعلية منخفضة بشكل كبير، حيث إن أقل من ثلث الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فقط، البالغ عددها 193 دولة، لديها زعامات نسائية.
في يناير، استقالت جاسيندا أرديرن من منصبها كرئيسة وزراء لنيوزيلندا، قائلة إنه «لم يعد لديها ما يكفي في كنانتها» للقيام بالمهمة. واستقالت ناتاليا جافريليتا من منصب رئيس الوزراء في مولدوفا في فبراير، وألقت باللوم على الأزمات الناجمة عن «العدوان الروسي».
واستقالت نيكولا ستورغن من منصبها في أسكتلندا في فبراير، بعد أكثر من ثماني سنوات كوزيرة أولى (رئيسة وزراء)، قائلة إن «الوقت كان مناسباً» لاستقالتها. ثم يوم الأحد، خسرت سانا مارين انتخابات حامية الوطيس في فنلندا، وبذلك أنهت وقتها كأصغر رئيسة وزراء في العالم. حالياً، هناك 12 دولة فقط من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لديها قيادات نسائية، انخفاضاً من 17 في عام 2022. وتشير الأبحاث من هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أنه بالمعدل الحالي، لا يمكن الوصول إلى المساواة بين الجنسين في أعلى مناصب السلطة لمدة 130 عاماً أخرى. وتركت هذه القيادات النسائية مناصبها الرفيعة لأسباب مختلفة للغاية، لكن الدكتورة المحاضرة في العلاقات الدولية بجامعة لاتروب، فيديريكا كاسو، تحذر من أن العسكرة المتزايدة في جميع أنحاء العالم بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا يمكن أن تثير حالة من عدم اليقين لجميع القيادات النسائية في جميع أنحاء العالم.
وتقول: «دفعت سانا مارين لانضمام بلادها إلى (الناتو)، ولكن بشكل عام، يميل الناخبون إلى رؤية الرجال على أنهم أكثر موثوقية في الدفاع والأمن».
دراسة أجرتها مؤسسة بيو للأبحاث عام 2018 تؤكد ذلك جزئياً. عند سؤالهم، قال معظم الناخبين الأميركيين إنه لا يوجد فرق بين القادة السياسيين الذكور والإناث. وكانت الاستثناءات الوحيدة في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، حيث تعتبر النساء أكثر فعالية. أما في الأمن القومي والدفاع فكان من شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الرجال يقومون بعمل أفضل في هذا المجال.
وتقول كاسو إن النساء يواجهن أفكاراً نمطية حول الكيفية التي يجب أن يتصرفن بها، خصوصاً من وسائل الإعلام. حيث واجهت أرديرن هجمات شخصية غير مسبوقة في السياسة النيوزيلندية. في عام 2022، أفادت الشرطة بأن التهديدات ضد رئيسة الوزراء تضاعفت ثلاث مرات تقريباً على مدار ثلاث سنوات. وعند إعلان استقالتها، قالت إنه في حين أن التهديدات لسلامتها لم تكن أساس قرارها بالاستقالة، فقد كان لها «تأثير».
وعانت مارين تدقيقاً متحيزاً جنسياً في حياتها الخاصة وسلوكها، وربما كان أبرزها مواجهتها تحقيقاً رسمياً بعد ظهور مقطع فيديو تظهر فيه وهي تشرب وترقص مع الأصدقاء.
• العسكرة المتزايدة في جميع أنحاء العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن تثير حالة من عدم اليقين لجميع القيادات النسائية في جميع أنحاء العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news