في الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر 1973
كيسنجر: تصورنا أن الجيش الإسرائيلي سيدخل الإسكندرية قبل أن يصل المصريون إلى سيناء
كشف الدبلوماسي الأميركي الشهير، وزير الخارجية الأميركي السابق، هنري كيسنجر، عن ذكرياته الخاصة في حرب أكتوبر 1973 بمناسبة مرور 50 عاماً، حيث أيقظه مساعده وقتها جوزيف سيسكو في تمام الساعة السادسة والنصف، وأخبره بأن «هناك حرباً اندلعت للتو في الشرق الأوسط»، وأنه «إما أن يتحرك كيسنجر لإيقافها فوراً، أو ستستمر الحرب لآماد غير معلومة»، وكشف أن «التقارير الاستخبارية التي وصلته تباعاً بعد استيقاظه كانت غامضة، وأنه كان من المستبعد في التفكير الأميركي تصديق إمكانية هجوم المصريين على إسرائيل، ونجاحهم في عبور قناة السويس، كما كان من المستحيل أيضاً تصور قيام الإسرائيليين بالهجوم في يوم الغفران»، واستطرد كيسنجر بأن «الموقف كله لم يتكشف إلا في منتصف اليوم الأول للحرب، عندما اتضح أنها حرب كبيرة وليست معركة عابرة».
وقال كيسنجر إنه «أصبح وزيراً للخارجية الأميركية قبل أسبوعين فقط من الحرب، وعمل قبلها مستشاراً للأمن القومي لمدة أربع سنوات ونصف، ولم تكن المعلومات التي تلقاها في العملين تتضمن أي أشياء غير عادية». وأضاف أنه «تلقى معلومات بمجرد توليه الخارجية عن حشود مصرية على الجبهة مع إسرائيل، لكنهم اعتادوا الأمر، كما أن الإسرائيليين أكدوا للأميركيين أنه لا يوجد شيء، بل إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر تقارير صحافية بعث بها مراسلون عسكريون على الجبهة، تفيد بوجود حشود عسكرية مصرية، وهناك واقعة معروفة، وهي أن مراسل صحيفة معاريف العسكرية، أرسل تقريراً صحافياً بوجود حشود مصرية على الجبهة الإسرائيلية، ورفضت الرقابة العسكرية نشره، فوضع التقرير في إطار وعلقه أعلى مكتبه بعد الحرب، موضحاً الأجزاء التي وضع الرقيب العسكري تحتها خطاً بـ(الماركر) الأسود ورفض التقرير بسببها (في دلالة على صحة موقفه الصحافي)، وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية رفضت نشر هذه التقارير حتى لا تتسبب في توتر على المستوى العسكري وعلى مستوى الجبهة الداخلية».
وقال كيسنجر «كان تصورنا، كأميركيين، أنه خلال أيام قليلة، سيدخل الجيش الإسرائيلي إلى الإسكندرية، ولكن في نهاية اليوم الأول للقتال كان واضحاً أن الجيشين المصري والسوري ينجزان تقدماً ملموساً، لكننا كنا مصممين على منع حدوث أي انتصار عربي، لأن هذا معناه حدوث انتصار سوفييتي، كما كنا مقتنعين بأننا سنسترد الوضع السابق على الحرب».
وأقر كيسنجر بأن «ما حدث في المعركة كان مختلفاً تماماً عما توقعته واشنطن، حيث استطاع المصريون اختراق خط بارليف، وإدخال 100 ألف جندي و400 دبابة إلى سيناء، وفقدت إسرائيل في اليوم الأول فقط 200 مقاتل، وأسرت القوات المصرية معظم الجنود الإسرائيليين في الخطوط الأمامية، ولم تستطع القوات الجوية الإسرائيلية فعل أي شيء أمام صواريخ سام 6 السوفييتية، وتمت إصابة وأسر الطيارين الإسرائيليين، وهوجمت (الكولات) الإسرائيلية البرية بشراسة، وخسرت إسرائيل في الثلاثة أيام الأولى 49 طائرة و500 دبابة».
وأشار كيسنجر إلى الجسر الجوي الأميركي لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة، الذي بدأ باستخدام الطائرات المدنية، ثم انتقل إلى الطائرات العسكرية، وأنه استغرق ثلاثة أيام، ولم يكن هناك أي تأخير في دعم إسرائيل، كما أشار إلى أن تغير الأوضاع على الجبهة بعد الهجوم الإسرائيلي على جبهة الجولان، واقتراب الجيش الإسرائيلي من مسافة 40 كيلومتراً من دمشق، وطلبت الأخيرة من مصر زيادة الضغط على جبهتها، حيث حاولت مصر لكنها لم تتمكن، علاوة على حدوث الثغرة، ودعوة السادات للقائه في موسكو، وطلب كيسنجر من بريجنيف وقف إطلاق النار.
• أقر كيسنجر بأن «ما حدث في المعركة كان مختلفاً تماماً عما توقعته واشنطن، حيث استطاع المصريون اختراق خط بارليف، وإدخال 100 ألف جندي و400 دبابة إلى سيناء، وفقدت إسرائيل في اليوم الأول فقط 200 مقاتل، وأسرت القوات المصرية معظم الجنود الإسرائيليين في الخطوط الأمامية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news