سياسيون استهوتهم الفرشاة فرسموا وأبدعوا
لدى بعض السياسيين المشهورين موهبة فنية طاغية في التعامل مع الفرشاة، واكتسب الكثير منهم شهرة جراء أعماله الفنية الرائعة، فعلى سبيل المثال حاول الزعيم النازي أدولف هتلر الرسم، على الرغم من انشغاله بأمور السياسة. هناك بعض من الزعماء الذين أبدعوا في هذا المجال منهم الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش.
والتقط دبليو بوش، الذي تولى الرئاسة من عام 2001 إلى عام 2009، الفرشاة، وبدأ الرسم بعد انتهاء رئاسته. واستلهم هذه الفكرة بعد أن قرأ كتاب رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل «الرسم كهواية». انكشف سر بوش في عام 2013، عندما تعرض بريد أخته، دوروثي، للاختراق، وتعرّض العديد من صور لوحات جورج للسرقة، حيث إنها كانت موجودة في البريد. وانكشف سر بوش، لكنه قرر بعد ذلك مواصلة صعوده إلى الشهرة كرسام، ونقل فنه إلى المجال العام.
أصبح بوش رساماً غزير الإنتاج، وتضمنت مجموعة موضوعاته الحياة الصامتة، والكلاب، والصور الشخصية الأكثر شيوعاً، والتي أصبحت معروفة جيداً. وفي عام 2017، نشر مجموعة بعنوان «صور شجاعة»، تكريماً لقدامى المحاربين العسكريين. وفي عام 2021، أصدر كتاباً يحتوي على لوحات بعنوان «صور للمهاجرين الأميركيين»، يعرض فيه صوره للأجانب الذين جاءوا للعيش في الولايات المتحدة.
فسّر العديد من النقاد أعمال هذا الفنان السياسي، خصوصاً كتبه، على أنها تصريحات سياسية، ومع ذلك، فإن فنه في حد ذاته، على الرغم من كونه بسيطاً إلى حد ما في المفهوم والتنفيذ، برهن على أنه لطيف وطريف بما يكفي ليرسم البسمة على وجه من يشاهده.
ونستون تشرشل
مارس ونستون تشرشل الرسم في عام 1915. وفي ذلك العام، كان مسؤولاً عن كارثة حملة جاليبولي في الحرب العالمية الأولى. تم إعفاؤه من منصبه، وخفض رتبته نتيجة لذلك. ظل يعاني الاكتئاب، وكان في عطلة عائلية، ونصحته أخت زوجته بأن يعود لممارسة الرسم. وأصبح مدمناً على الفور، وفي سن الأربعين، بدأ هوايته كفنان، وظلت هذه الهواية شغفاً لازمه حتى وفاته في عام 1965.
ظل طوال حياته المهنية كفنان وسياسي، وكان يأخذ لوحاته معه أينما ذهب، ويرسم في الهواء الطلق. وعانت هوايته كثيراً خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أصبح التعامل مع النازيين أولوية له على مدار الساعة. وخلال حياته كرسام، رسم تشرشل أكثر من 500 لوحة، أهدى الكثير منها لأصدقائه وعائلته. أحد المتلقين لهذه الهدايا كان الرئيس الأميركي الراحل، فرانكلين روزفلت. لم يقدم تشرشل أبداً أي مبادرات كبيرة بشأن فنه. لقد كان أحد الهواة، وأشار إلى أعماله باسم «الخربشة». ومع ذلك، فقد حصل على متعة كبيرة من رسم موضوعه المفضل، المناظر الطبيعية، بأسلوبه الانطباعي.
ايدي راما
رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، هو مثال للفنان السياسي الذي أصبح فناناً قبل أن يصبح سياسياً. كان والده نحاتاً، لذا جاء إيدي من عائلة تمارس الفن. بدأ الرسم في سن مبكرة للغاية، واستمر على هذا الحال خلال سنوات مراهقته. وقد أُعجب بفنه فنانون مؤثرون آخرون في ألبانيا، وتخرج في مدرسة ميسجا الفنية في الأردن ليصبح فناناً محترفاً.
أصبح إيدي أستاذاً للرسم، وقام بالتدريس في أكاديمية تيرانا للفنون خلال الأيام الأخيرة للشيوعية في ألبانيا. في عام 1998، دخل عالم السياسة عندما كان رئيس الوزراء الألباني يقوم بتعديل حكومته، وكان يبحث عن وزير للثقافة. كان إيدي راما مناسباً لهذا المشروع، وبدأ حياته السياسية. قام راما بتحويل مساكن الحقبة الشيوعية الباهتة في تيرانا إلى مبانٍ ملونة، وبدأ مشروعات فنية من شأنها أن تحول المدينة إلى شهادة فريدة على قوة الفن.
الملك تشارلز الثالث
بدأ العاهل البريطاني هوايته في الرسم في السبعينات بتوجيه من معلمه الفني روبرت واديل في مدرسة جوردونستون في اسكتلندا. وتبلغ مساحة أرض المدرسة 200 فدان من الغابات والساحل، ما وفر بيئة غنية لرسم الطبيعة. وكونه وريث العرش، لم يواجه تشارلز أي مشكلات في عرض أعماله الفنية. كان معرضه الأول في عام 1977، إلى جانب أعمال الملكة فيكتوريا ودوق إدنبره. ويرسم تشارلز حصرياً بالألوان المائية، وغالباً ما يرسم في الهواء الطلق، وينهي لوحاته بسرعة، وبدفعة واحدة، حتى لا يظل حراسه الأمنيون ينتظرونه فترة طويلة. ولوحاته معروفة على نطاق واسع، وتم عرضها في جميع أنحاء العالم، وظهرت في الكتب والبطاقات البريدية والطوابع البريدية. وجميع عائدات فنه تذهب إلى الأعمال الخيرية.
• أصبح بوش رساماً غزير الإنتاج، وتضمنت مجموعة موضوعاته الحياة الصامتة، والصور الشخصية الأكثر شيوعاً.