من آثار «تونا الجبل». أرشيفية

«تونا الجبل» تستعيد ذكريات مسيرتها في مئوية طه حسين

تشهد منطقة «تونا الجبل» بمحافظة المنيا المصرية زيارات ثقافية مصرية وعالمية مكثفة توازياً مع الاحتفالات بمئوية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي ارتبط بعلاقة تأسيسية مع المنطقة الأثرية الشهيرة، التي زارها عدد كبير من مشاهير السياسة والثقافة، وفي مقدمتهم الملك فاروق الأول وشاه إيران الراحل رضا بهلوي والكاتب والأديب عباس العقاد وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

الإعلامي محمود التميمي، الذي كان ضمن قافلة ثقافية وإعلامية زارت «تونا الجبل» الأسبوع الماضي بضيافة مؤسسة مشروع «هيموبوليس للتناغم البيئي والثقافي» الدكتورة ميرفت عبدالناصر، قال: إن المنطقة ارتبطت بمحطات تاريخية عديدة، وتملك الكثير من المعالم المميزة، لكن المشهد الأكثر إلحاحاً على ذاكرة أجيالنا، هو ارتباطها بعميد الأدب العربي طه حسين، وبشكل خاص بفيلم «دعاء الكروان» الذي مثلته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة ومعها الممثل الكبير أحمد مظهر، وارتبط بقصة الفتاة «هنادي» والصراع بين العاطفة والأعراف الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية، حيث إن فكرة الفيلم أتت طه حسين في المنطقة، وكثيراً ما كان يسمع صوت الكروان الذي التصق باسم الرواية فيها وهو مستلقٍ في استراحته، الموجودة حتى الآن كمعلم تاريخي، علاوة على أنه تم تصوير الفيلم في بيت مماثل تماماً للاستراحة عام 1959.

وقال المرشد السياحي والباحث التاريخي ضياء عبدالنبي، الذي اعتاد اصطحاب الزوار إلى المنطقة إن: «تونا الجبل» تمثل سجلاً تاريخياً بدأ عندما تقدم مكتشف المنطقة الدكتور سامي جبرا بطلب لإجراء حفريات أثرية في بلدة ملاوي بالمنيا فرفض طلبه عام 1931، وكانت مصر لاتزال تناضل من أجل استقلالها من الإنجليز بعد ثورة 1919 وقبيل معاهدة 1936، وكان من المفترض أن يشرف جبرا على هذه الحفريات، وهنا ظهر طه حسين في المشهد، حيث تبنى طلب جبرا وخصص له مبلغ 500 جنيه من ميزانية كلية الآداب التي كان عميدها، وزار بنفسه المنطقة حيث تم إنشاء استراحة له أصبحت معلماً تاريخياً اليوم، كان يزوره فيها رموز الثقافة والسياسة في مصر، كما اختلط طه حسين بالعمال وكان يحضر معهم حفلات السمر الليلية وطقوس إنشاد المديح النبوي، هذا علاوة على انعكاس علاقة طه حسين بالمنطقة في الفيلم الشهير، والذي تردد أنه تمت الاستعانة بلقطات منها في تصويره، خصوصاً مشهد السلم الخشبي للاستراحة.

وتابع عبدالنبي أن: «تونا الجبل» علاوة على ذلك تضم أيضاً معالم متباينة صعب أن يجمعها مكان واحد، فهي تضم مقبرة «شهيدة الحب» ايزادور، التي تشبه قصتها ألف ليلة وليلة و«الساقية الرومانية»، و«جبانة الأرواح السامية».

الأكثر مشاركة