المخرج نجح في إنجاز الفيلم رغم شبكة القيود

«هوليوود غيت»... يقتحم عالم طالبان ما بعد الخروج الأميركي

«هوليوود غيت» صور في أفغانستان. أرشيفية

اقتحم فيلم «هوليوود غيت» للمخرج المصري، المقيم بألمانيا، إبراهيم نشأت، عالم طالبان الجديد في أفغانستان، والذي لم يشكل العالم الخارجي صورة واضحة عنه بعد، حيث توجه نشأت إلى كابول في اللحظة نفسها التي انسحبت الكاميرات منها مع خروج القوات الأميركية. ويستعرض الفيلم دخول طالبان إلى القاعدة العسكرية الأميركية السابقة، التي تحتوي على أسلحة قيمتها 7 مليارات دولار، كما يستعرض الفيلم حياة نماذج بشرية في الحقبة الجديدة عبر تتبع حياة شخصيتين؛ هما قائد القوات الجوية، ملاوي منصور، والملازم ام جي مختار، مع التركيز على تناقضات الأخير الشخصية الراغب في التقدم وظيفياً، للاستحواذ على المزيد من السلطة، والحانق على الجنود الأميركيين لقتلهم شقيقه، والذي يتراوح في سلوكه بين التشدد الديني والواقعية.

عرض الفيلم، أخيراً، بمهرجان الجونه بمصر، كما عُرض سابقاً بمهرجان تيلورايد، ومهرجان زيورخ، وفاز بجائزة العين السينمائية. ويقول إبراهيم نشأت في تصريحات إعلامية: إن «هوليوود غيت» هو اسم نقطة الوصول إلى القاعدة الأميركية السابقة في أفغانستان، وإن القصة بدأت بمسعى إلى تصوير القاعدة، بعد خروج الأميركيين من أفغانستان، حيث اعتقدت طالبان أنها ستجد بنادق عدة وستقوم بإصلاحها، ويضيف: لكن الأسلحة تضخمت، والمهمة كبرت، ووجدت عالماً متعدد الطبقات والثقافات داخل القاعدة، وشعرت بأنني أمام أليس في بلاد العجائب، حيث رأيت الشامبو الأميركي، وكرات السلة والكتب التي تركها الجنود.

وكانت طالبان رفضت في البداية تصوير نشأت للفيلم الذي استغرق نحو عام، لكنها عادت ووافقت شريطة قبوله أن يظل تحت المراقبة. وقالت الناقدة جيسكا كيانغ في مجلة «فاريتي» الأميركية في استعراضها النقدي للفيلم، إن «الأفلام الوثائقية عادة ما تكمن أهميتها في اكتشاف الطبقات الإنسانية في البشر في ظل أكثر البيئات كآبة، لكن (هوليوود غيت) لم يجد في الدائرة الداخلية لطالبان، ولو بصيص أمل في هذا الاتجاه، ولم يجد سوى الفراغ الرهيب». وأضافت: إن «طالبان تمثل نموذجاً غير عادي، وسط الأنظمة السياسية التي لا تعتز برضا الشعب الذي تحكمه»، وتابعت: إن «الشيء الأول الذي يعلق بذهنك بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم هو لقطات الخوف التي يتركها مشهد القاعدة الأميركية المهجورة، أو لحظة ضرب طالبان لامرأة مرتدية للبرقع في الشارع، أو لقطة رمي ورفع القمامة»

وقالت مجلة «ذي هولييود ريبورتر» في وصفها للفيلم، إن المخرج إبراهيم نشأت «قدم وقائع عودة طالبان إلى الحكم؛ بوصفها محبطة ومبهرة»، وإنه «إذا كان فيلم (ريتروغريد) أعطى صورة عن أيام الأميركيين في أفغانستان، فإن (هوليوود غيت) يعطي صورة عن أيام طالبان الأولى بعد خروج الأميركيين».

ووصفت «الغارديان» الفيلم بأنه «نظرة رائعة على عالم طالبان المعزول» وقالت: إن مقاتلي طالبان ينظرون إلى كل صحافي على أنه جاسوس أجنبي، ولم يقبلوا وجود هذا الصحافي إلا بالإكراه. وكان بعضهم يتمتم «هذا الشيطان الصغير يصور مرة أخرى عندما يقترب نشأت أكثر من اللازم».

وعلق الناقد الفني طارق الشناوي قائلاً: إن «الفيلم لم يتحدث قطعاً عن كل شيء، حول ما يجري في أفغانستان من مطاردات للفن، وتكفير للفنانين، واغتيال للأنوثة» وتابع: «المخرج إبراهيم نشأت دخل في تجربة أشبه بالمقايضة، سنقيد حريتك في الاختيار، لكن في الوقت نفسه تستطيع أن تمرر رسالتك إلى الجمهور».


. قالت الناقدة جيسكا كيانغ في مجلة «فاريتي» الأميركية في استعراضها النقدي للفيلم: إن «الأفلام الوثائقية عادة ما تكمن أهميتها في اكتشاف الطبقات الإنسانية في البشر في ظل أكثر البيئات كآبة، لكن (هوليوود غيت) لم يجد في الدائرة الداخلية لطالبان، ولو بصيص أمل في هذا الاتجاه».

. وصفت «الغارديان» الفيلم بأنه «نظرة رائعة على عالم طالبان المعزول» وقالت إن «مقاتلي طالبان ينظرون إلى كل صحافي على أنه جاسوس أجنبي، ولم يقبلوا وجود هذا الصحافي إلا بالإكراه».

تويتر