نائب معارض يقلد صوت رئيس مجلس الشيوخ الهندي ومشيته
اعترى الغضب المجتمع السياسي الهندي، الشهر الماضي، عندما سخر أحد النواب المعارضين من نائب الرئيس الهندي، جاغديب دانكار، الذي يتولى أيضاً رئاسة مجلس الشيوخ بالبرلمان. ويعتقد المعلقون الاجتماعيون أن الهند أصبحت على نحو متزايد دولة لا تتحمل روح الفكاهة. فمن النادر أن يسخر الساسة الهنود من بعضهم، ويشير مختصون في هذه الأمور إلى أن هذا الوضع يكشف مدى الافتقار إلى روح الفكاهة وعدم التسامح مع السخرية في الحياة السياسية والعامة في البلاد. فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، عبّر سياسيون هنود عن اشمئزازهم من السخرية من شخص نائب الرئيس الهندي، جاغديب دانكار، بعد أن قلّد النائب المعارض، كاليان بانيرجي، صوت دانكار ومشيته وتصرفاته على درجات البرلمان في نيودلهي في 19 ديسمبر، كرد فعل على تعليق عضويته في مجلس النواب هو و142 نائباً معارضاً آخر، بسبب سلوكهم الجامح، وفقاً لبعض المزاعم.
ووصف دانكار تصرفات بانيرجي، التي تم تصويرها بالفيديو، بأنها «أمر مخز ومثير للسخرية وغير مقبول». وقال في خطاب ألقاه بعد أسبوع من ذلك «أنا أشمئز من مثل هذه التصرفات». وبحسب ما ورد، اتصل رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، هاتفياً بدانكار للتعبير عن مؤازرته له بسبب هذه التصرفات، بينما هاجم وزراء حزب بهاراتيا جاناتا، بانيرجي، لإساءته إلى نائب الرئيس على درجات «معبد الديمقراطية» المقدس، كما يطلقون عليه.
ويصر بانيرجي على أن له الحق في حرية التعبير، ووصف التقليد بأنه شكل من أشكال الفن، مضيفاً «إذا كان هناك من لا يفهم الفن، فماذا يمكنني أن أفعل له؟»، وتساءل «إذا كان هناك شخص ما لا يفهم روح الدعابة، وإذا لم يكن لدى هذا الشخص عقل مثقف، فماذا أفعل له؟». ويسترسل «إن غطرسة حزب بهاراتيا جاناتا كبيرة جداً، لدرجة أنه فقد روح الفكاهة، التي هي أيضاً شكل من أشكال الاحتجاج، لا ينبغي للسياسة أن تدور دائماً حول النزاع والجدال».
ويميل السياسيون والمسؤولون الهنود إلى إظهار الحزم والجدية. ويعتقد بعض المحللين الهنود أن روح الدعابة السياسية فقدت معناها في البلاد، حيث لا يوجد مكافئ هندي لمجلة ساخرة مثل برايفت آي، أو لو كانارد إنشيني، أو المسرحية الهزلية الكوميدية التي يقدمها الرئيس الأميركي في العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض.
• يعتقد بعض المحللين الهنود أن روح الدعابة السياسية فقدت معناها في البلاد، حيث لا يوجد مكافئ هندي لمجلة ساخرة مثل برايفت آي، أو لو كانارد إنشيني.