مشاعر الوفاء امتزجت بأحلام العودة والسلام
السودانيون يحتفلون بتأبين عميدهم الصحافي محجوب صالح
تحولت ليلة أقيمت لتأبين الأب المؤسس للصحافة السودانية محجوب محمد صالح في الجامعة الأميركية بالقاهرة، الإثنين الماضي، إلى احتفالية وطنية سودانية بامتياز تعبر عن الوفاء لدور صالح، الصحافي والوطني والديمقراطي.
وشارك في الاحتفالية رموز صحافية وسياسية وقيادات مجتمعية سودانية والمئات من أفراد الجالية السودانية بالقاهرة. وتخلل حفل التأبين مهرجان شعري وغنائي رفع فيه المشاركون الشموع، وذلك بالتزامن مع سلسلة من الاحتفالات التأبينية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واستراليا وكينيا وأوغندا وجنوب السودان، تقديراً من الأجيال المتعاقبة للراحل الذي لقب بـ «صحافي السودان الأول»، عبر مسيرة امتدت أكثر من 70 عاماً في بلاط المهنة.
وقال البروفيسور عالم عباس في مطلع الاحتفالية إن «صالح اختار طريقاً ريادياً منذ كان طالباً، وقاد تظاهرات المطالبة بجلاء القوات الإنجليزية عن مصر، ودعا إلى حق بلاده في تقرير المصير».
وقالت الأستاذة الجامعية والناشطة النسوية، سارة نقد الله، إن «صالح لم يكن الأب المؤسس للصحافة السودانية فقط بل كان من رواد التأسيس السوداني في المجالات المختلفة، وقد دعم مسيرة التعليم الأهلي بالمشاركة في تأسيس جامعة أم درمان، كما كان راعياً للديمقراطية والمرأة».
وقالت أستاذة الأنثروبولوجيا بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة أميرة أحمد، إن «صالح كان معلماً لكل الأجيال الصحافية التي ترد له الجميل اليوم». وقالت رباح الصادق المهدي إنهم في مبادرة «لا لقهر النساء» يفخرون بالحديث عن الراحل بوصفه مدافعاً عن حقوق النساء في السودان. وكانت صفحة «حواء» في صحيفة «الأيام» التي أسسها جريئة في الدفاع عن المرأة وتدريب النساء كمراسلات في المناطق المهمشة.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية بنقابة الصحافيين السودانيين طاهر المعتصم لـ«الإمارات اليوم» إن «الاحتفالية امتزجت فيها مشاعر الوفاء للراحل بأحاسيس افتقاد الوطن الذي يعاني جراح الحرب الآن ويحلم له المشاركون بالسلامة، وقد صهرت الأهازيج الوطنية التي قدمت هذه الأحاسيس عند المشاركين».
وأقامت لجنة تأبين محجوب محمد صالح التي أشرفت على سلسلة فعاليات الأسبوع الماضي، واختتمت أعمالها الاثنين، معرض صور يوثق لسيرته على مدى عقود في الصحافة السودانية، كما قامت بطبع عدد تذكاري من صحيفة «الأيام» التي ترأس تحريرها ومثلت منصة سودانية مهمة منذ انطلاقها.
ولد صالح عام 1928 والتحق بكلية غوردون، والتحق وهو طالب بـ«الحركة السودانية للتحرر الوطني» التي شاركت في المقاومة السياسية ضد الاستعمار البريطاني، وانتخب سكرتيراً لاتحاد الطلبة ثم فصل لقيادته إضراباً طلابياً، وبدأ مسيرته في صحيفة «سودان ستار» الناطقة بالإنجليزية ثم أسس «الأيام» في الثالث من أكتوبر 1953 مع رفيقيه بشير سعيد ومحجوب عثمان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news